الوقتُ رهنُ الصَّمت
كأنَّما بلَّوراتٍ جليديَّة تَتَعثَّر في حُنْجِرتي ،
تخدُشُ المعنى وتُكسِّر الكلِماتْ
كصَحِيفةٍ مُقدَّسةٍ مَطويَّةٍ داخلِ تَنْهِيدةٍ عَتِيْقَة
لكنَّها تَتَنفَّسُ وَجَعاً.
فهلْ هُناكَ من حِيلةٍ أردعُ بها جُيوش الألم على أن لا تَتَجاوَزَ خَندَقِ الهَذيانُ بي..؟!
يااااااالله يهبِطُ ويَعلُو هذا الخَفْقِ ، وكأنّ شيئاً ما في صدري يَهْوِي من قِمَّةِ تلالِ الخَوفْ
حتَّى قاعِ الوجَعِ
أ
س
ف
لِ
الضَّياعِ / تماماً .!
أعتادُ الأماكن كما أعتادُ الأرواح من حولي وأعتدُّ بها ،
ويُزعجني أن يُفرَّغ مني مكاناً شهَدَ كُل حالاتي،
أو أتركُ له فقط حسيسِ خُطواتي، وشيئاً من صَدَى صَمتِي ،
وكأنِّي نفيتهُ بعيداً أو نُفيت منه!
لاشيء يُخلصني من الشُعور بلُؤمي ،بخيانَتِي لمكانٍ ما وهو على بُعدِ خطوتين فقط..!
ظِلِّي هناك يحُوم فوق مِقْعدِي،و يديَّ مازالتْ قَيَّدَ تلك الأجهزة التي لطَالمَا أرغمتُها أن تَخْتبِر حَسَاسَيَّة
صمتي ولم تصمُد أمام نتائجه..!
وربما لا أعيُّن بعد الآن تتربَّصُ بي وتبحث عن مخرجٍ يؤدي بها إلى دوَّحةِ كلمة تطْفُر من بين شفتيّ سهواً..!
لا أدري؛
كثيرون ربَّما قد شعروا بذاتِ الإحساس ،
وهو أن يتضارب الفرح بالحُزن ويغلِب أحدهما الآخر ،
أو لاغالب ولامغلُوب ، وكأنَّكَ تكون بين أن تُمثل دور السَّاقي أو تستَقِي أنت.!
أمرٌ يُحيلك إلى حالةٍ مجهولة لا تُجيد بروزتها،
لتجعلك داخل التقاطَةٍ فوتوغرافية جماعية بينما أنت مُرتبك بابتسامةٍ تخشى أن يلحظَ انحرافها أحد!
لأولٍ مرةٍ أكتُب على هذا الحاسوب ـ لكنِّي أشعر بأنَّهُ ستربطني به علاقة قوية ،
يكفي بأنه أستطاع إحتوائي بهذه السُّرعة وقلَّما يحدُث معي ذلك!
أكثرُ الأشياء مُغرية ومُريحةٌ في مكتبي الجديد عُلبة الأقلام أو المقلمة ،
ألوان إضاءة متعددة، وقلمُ رصاصٍ وحيد، والبقية العُظمى أقلامٌ بحبر أزرق!
يبدو أن الغواية الزرقاء تُطاردني أينما حللت ،
فرُغم علو صوت الصمت بين أدراج مكتبي ، وفوق كل تلك الأوراق ولأسماء
إلاَّ أنه يُتيح لي الفرصة لتشكيل هذا الصَّمت بأبهى حُلةٍ تليق به.!