الخميس، مايو 26، 2011

ملامحٌ ورقيَّة _1







 الوقتُ رهنُ الصَّمت
كأنَّما بلَّوراتٍ جليديَّة تَتَعثَّر في حُنْجِرتي ،
تخدُشُ المعنى وتُكسِّر الكلِماتْ 



كصَحِيفةٍ مُقدَّسةٍ مَطويَّةٍ داخلِ تَنْهِيدةٍ عَتِيْقَة
لكنَّها تَتَنفَّسُ وَجَعاً.
فهلْ هُناكَ من حِيلةٍ أردعُ بها جُيوش الألم على أن لا  تَتَجاوَزَ خَندَقِ الهَذيانُ  بي..؟!

يااااااالله يهبِطُ ويَعلُو هذا الخَفْقِ ، وكأنّ شيئاً ما في صدري يَهْوِي من قِمَّةِ  تلالِ الخَوفْ
 حتَّى  قاعِ الوجَعِ
أ 
س

 ف

 لِ

 الضَّياعِ / تماماً .!
أعتادُ الأماكن كما أعتادُ الأرواح من حولي وأعتدُّ بها ،
ويُزعجني أن يُفرَّغ مني مكاناً شهَدَ كُل حالاتي،
 أو أتركُ له فقط حسيسِ خُطواتي، وشيئاً من صَدَى صَمتِي ،
وكأنِّي نفيتهُ بعيداً أو نُفيت منه!

لاشيء يُخلصني من الشُعور بلُؤمي ،بخيانَتِي لمكانٍ ما وهو على بُعدِ خطوتين فقط..!

ظِلِّي هناك يحُوم فوق مِقْعدِي،و يديَّ مازالتْ قَيَّدَ تلك الأجهزة التي لطَالمَا أرغمتُها أن تَخْتبِر حَسَاسَيَّة
 صمتي ولم تصمُد أمام نتائجه..!
وربما لا أعيُّن بعد الآن تتربَّصُ بي وتبحث عن مخرجٍ يؤدي بها إلى دوَّحةِ كلمة تطْفُر من بين شفتيّ سهواً..!





لا أدري؛
 كثيرون ربَّما قد شعروا بذاتِ الإحساس ،
وهو أن يتضارب الفرح بالحُزن ويغلِب أحدهما الآخر ،
أو لاغالب ولامغلُوب ، وكأنَّكَ تكون بين أن تُمثل دور السَّاقي أو تستَقِي أنت.!
أمرٌ يُحيلك إلى حالةٍ مجهولة لا تُجيد بروزتها،
 لتجعلك داخل التقاطَةٍ فوتوغرافية جماعية بينما أنت مُرتبك بابتسامةٍ تخشى أن يلحظَ انحرافها أحد!
 لأولٍ مرةٍ أكتُب على هذا الحاسوب ـ لكنِّي أشعر بأنَّهُ ستربطني به علاقة قوية ،
يكفي بأنه أستطاع إحتوائي بهذه السُّرعة وقلَّما يحدُث معي ذلك!

 أكثرُ الأشياء مُغرية ومُريحةٌ في مكتبي الجديد عُلبة الأقلام أو المقلمة ،
 ألوان إضاءة متعددة، وقلمُ رصاصٍ وحيد، والبقية العُظمى أقلامٌ بحبر أزرق!
يبدو أن الغواية الزرقاء تُطاردني أينما حللت ،
فرُغم علو صوت الصمت بين أدراج مكتبي ، وفوق كل تلك الأوراق ولأسماء
 إلاَّ أنه يُتيح لي الفرصة لتشكيل هذا الصَّمت بأبهى حُلةٍ تليق به.!



الجمعة، مايو 06، 2011

أطـــلال.!












سَلاَمٌ على المُلّتَفِينَ حولَ أغْصَانِ الضَّوء الغَارِفينَ النُور من أحدَاقِ النَّهَارْ،

والمُخَبِئينهُ إلى حيث يأتي الليل مَخْمُورينَ بحيثِ لا يَعْلمُونْ،!

سَلَامٌ على أعمدةِ الذكرى التي أهلكَتْ أرصفة الحنين

كثرة إيمَاءَتِها بالوحشة من وجُوهِ الغُرباء،

فسَلامٌ على الغُرباء..!

سَلامٌ على المـارِّينِ كالوميضِ على نوافذِ الأمسْ ،

تاركينَ بعض بصَماتٍ كـ النّحت لاتُنسَى ولاتُطْمَر..!

وسَلامٌ على الغَادِين والعَادِين من الوجُوه،

سَلاَمٌ على فِقه العُزلةِ وإئتلافِ الصَّمتْ ،




سَلاَمٌ على دَيَّجُورِ الأجْسَادِ المُمتدة تحت قارعةِ الليلْ ،

حيث يتبَخَرُ منها رائحةِ الفَقْد ،

سَلامٌ على كل فتاةٍ أطلّت من شُرفةِ العشق كـزهرةِ نرجسْ،

تمدُّ يديها للغيمِ، لتُسَلِم على المَطَرْ ..!

سَلامٌ على الشَّوقِ حين يَحُطُّ بــ وِزْرِه ِعلى القُلوب

فـ تُشعلهُ التَّناهيد جَمرةٌ،جَمرة..!

سَلامٌ على سَطحيّة الكلامِ حينما يفُضُّ بُكارة الصَّمت بَهمَجيّة ..!

سَلامٌ على الأحلامِ ،

سَلامٌ على الأحلام ،

سَلامٌ على الأحلام

حينما أنتفضتْ أسرّتها / موتاً..!


وسلامٌ عليك!
حين يصمت كل شيء بذكرك..


سَلامٌ على جِيُوبِ الإنتظار حينما أتلفَتْهَا الوعُودِ المَهْرُوشةِ قبل أوانها ،




وسَلامٌ على المَاضِي من حيث أتَى،

ومن حيثِ ماتْ،

ولم يمُت.!

الخميس، مايو 05، 2011

بعيداً ..!



بعيداً عن كل شيء أستَّلُ إحسَّاسِي من غمَّدِ الفوضى من حولي،
من تَشابهِ الوجُوه وإختِلافِها ،
 من رقصَّةِ الشِّفاه على مسارحٍ مجهُولة ،
من الفضُول المُتراكم في أعيُّنهم ،


بعيداً عن كل شيء
 أُحدِّثُ نفسي دُون نبّسٍ ،
أُرتبني وأُعيد بعثَرَتي ، وأُرَّتبَني من جديد ،
إلى أن ينقضي الوقت مشغولة
 في إحصاء كميّةِ الصمت المحشُورة في حُنجرتي ،
وعلاقتها بكمية الأسئلة المطحونة بين أصابعي،!


يتهامسون ؛ هادئةٌ جداً وصامتة..!
نعم ، أنا كذلك لأنَّهم لا يأبهُون بكل تلك الوشايا التي تندلقُ من عينيّ،
وتظَّل أسيرة بين شفتيّ ،
وإن تحرَّرَتْ تعثَّرتْ بينهُم وبينِي.!

هادئة لأنَّي لا أجيد التعامل مع الأفكار المُدبلجة ، والصُّورِ المُتحركة كثيراً،
تلك التي يُمكن أن تُغيّر ذراعيها أو حتَّى رأسها ،أو تُعير وتستعير أشلاء أخرى،،!

ولا أتقنَ فنَّ التبَّسُمِ في الوجوه ذوي الابتسامات اللاصقة وسريعة النزع..!
هادئةٌ ، لأنِّي أعاني من عُسرٍ شديدٍ في هضمِ خُزعبلاتِ القرنِ الـ لأول في بلوَّرةِ الأساطير،
وتفريطٍ شديد في تعاطيها..!

هادئةٌ ، لأنَّ أصواتهم تكسُّر عُنق صوتي ليرتدَّ صَداهُ في صَدرِي ،
لأنَّ حتى الكلام يكون حرباً أحياناً في أعرافهِم ،بينما يكون الصَّمت حقيقة درعاً وسيف!

الحياة ضخمةٌ جداً وضئيلةٌ جداً، ونحنُ بني البشر من يكيلها بكفتَّينِ غير رَاجِحَتين ْ،،!


لذلك همست إحدى الشفاه بصرخة مُستهجنة في وجهي ،
مابالكِ كأنَّكِ صنم ؟ !!

لاذنب للصنَّمِ ، الذَّنبُ كل الذَّنب لمَعْبُوديهِ.!
: )

 

الأحد، مايو 01، 2011

[ إنتِحَابُ الرِّيح ]






يُوجِعني صَقِيعْ الذِكْريَاتْ ، يَلِجُ إلى أَقْصَى مَواضِعَ الرّوح فَــيُدَمّدِمُهَا،
تَهِبُّ ُرياحَ الحَنِين تُثِيرُ ذَرَا الانتظار من رمَالِ الاشْتِيَاقْ،
تَذَرُني أَعاصِير الرِياح إلى أرضٍ بلا وطَنْ..
ليَعْلُوا صَخَبَ نِواحٍ مُوجِع تَتَشَقْقُ لَهُ الأرْضَ وَتَتَصَدّعُ السْمَاء،
فــتَتَراكم في الأُفقِ سُحُبَاً سَوْدَاءٍ بَاكِيةْ،
تَتَرَقْبُ لحظةَ صَفوٍ أو نسْمةٍ عابرةٍ تَقْشَعُ عَنْهَا السّوَادْ
تُحِيلُها إلى سَحَابَةٍ صَيْفيةٍ عَابِره



مَنْفِيةٌ بِلاَ وَطَنْ إلى مَلاَجِئ الحرْمَانْ،
ولأنّ بعدَ النّفْي الطَّلَلُ على عتباتِ اللقاءْ، ارْتَعَدَتِ الحنَايَا واهتّزَ عَرشُ الروحْ،
ذَنْبي ارْتَكَبتُ حمَاقاَتٍ لا غُفْرانَ لها،
لم أرتِل تَراتِيلهِ كلِ صَباحٍ ، ولم أَعْزِف ْله قِيثارة شَوقٍ تَلِيقُ بـمَجْده في الرُّوحِ/ إلا ما كان نَشَازاً 

تَمَنيتُ لو كُنتُ رَفْرَفْتُ بِـراياتٍ الحَنينْ عند كل فَصْلٍ من فُصُولِ الوطنِ الأربَعة،
رُغْمَ إنّني أُجِيدُ بَعْثَرةَ الحُروفْ على أخَاديدَ الورقْ، لَكِنّي قَاصِرة دُونَ النُطْقِ بها على الشْفَاه 
لا أُتْقِن نَمْنَمَةٍ الكَلِماتْ وَزُخْرفِ القَولْ، نَاعِمةٌ أظافري في عهدِ البداية،
طُقوسِي غير مألوفةٍ، وَصُندوقي غير مأهولٍ بالسُكان،



تَنْتَحِبُ رياحي وجعاً.. 
يُتمٌ و انتظارٌ، وَ رحيلٌ ، وَ ضياعُ أحلامْ..
فَتَرمي بي تَمَرُّغَاً على مَرْتَبَةِ الحُزنْ،
يَسَاراً مرةً وأُخرى يَمينا،

ليُصَدِّع اليَأسَ جَوانبَ الأملِ بألمٍ فتَّاكْ ...

وتَتَناثرُ حَباتُ اللؤلؤ من جَمَراتِ الأحْداق على قراطيسِ الوجعِ لؤلؤةً / لؤلؤة!!
ولأنّ من الحُزنِ ما لا يُفهمُ مَصدرةُ ويُثِيرُ الْأَسْئِلة/ أَتَغَشَّى تَحتَ قِبةِ الصَّمتِ اختباء
وَ أَكتُمُ الْأَنفاسِ وَالهمساتِ وحتى الصرخاتْ أطُلقها في بوتقةِ صمتٍ مُغلقةٍ بإحكامْ،

فَــأنهَمر بين نفسي وبيني في ضَجيجٍ مُبهمٍ لا يسمعهُ سُوى بقايا هواءٍ يخرجُ من فَمي،
جُرثُومةَ الأحزانِ وجدتْ لها في دمي من الأجواءِ ما يناسبها فــ راقَ لها المكان،
واتَسَعتْ لها الأوردة حتى ضاقَ بي الحُزن ذرعاً فاستوطنتْ الروح
وأثكلتَها بالجِراح وقرّحت أجفانَها بالهُموم،

فاتخذتْ الأحزانُ من قلبي لها رحمٌ فتوالدتْ سُلالةِ الآلامِ وتكاثرتْ ،

حتّى أنجبتْ قَبيلةٌ من الأحزانِ لا تنتهي .