الخميس، مايو 05، 2011

بعيداً ..!



بعيداً عن كل شيء أستَّلُ إحسَّاسِي من غمَّدِ الفوضى من حولي،
من تَشابهِ الوجُوه وإختِلافِها ،
 من رقصَّةِ الشِّفاه على مسارحٍ مجهُولة ،
من الفضُول المُتراكم في أعيُّنهم ،


بعيداً عن كل شيء
 أُحدِّثُ نفسي دُون نبّسٍ ،
أُرتبني وأُعيد بعثَرَتي ، وأُرَّتبَني من جديد ،
إلى أن ينقضي الوقت مشغولة
 في إحصاء كميّةِ الصمت المحشُورة في حُنجرتي ،
وعلاقتها بكمية الأسئلة المطحونة بين أصابعي،!


يتهامسون ؛ هادئةٌ جداً وصامتة..!
نعم ، أنا كذلك لأنَّهم لا يأبهُون بكل تلك الوشايا التي تندلقُ من عينيّ،
وتظَّل أسيرة بين شفتيّ ،
وإن تحرَّرَتْ تعثَّرتْ بينهُم وبينِي.!

هادئة لأنَّي لا أجيد التعامل مع الأفكار المُدبلجة ، والصُّورِ المُتحركة كثيراً،
تلك التي يُمكن أن تُغيّر ذراعيها أو حتَّى رأسها ،أو تُعير وتستعير أشلاء أخرى،،!

ولا أتقنَ فنَّ التبَّسُمِ في الوجوه ذوي الابتسامات اللاصقة وسريعة النزع..!
هادئةٌ ، لأنِّي أعاني من عُسرٍ شديدٍ في هضمِ خُزعبلاتِ القرنِ الـ لأول في بلوَّرةِ الأساطير،
وتفريطٍ شديد في تعاطيها..!

هادئةٌ ، لأنَّ أصواتهم تكسُّر عُنق صوتي ليرتدَّ صَداهُ في صَدرِي ،
لأنَّ حتى الكلام يكون حرباً أحياناً في أعرافهِم ،بينما يكون الصَّمت حقيقة درعاً وسيف!

الحياة ضخمةٌ جداً وضئيلةٌ جداً، ونحنُ بني البشر من يكيلها بكفتَّينِ غير رَاجِحَتين ْ،،!


لذلك همست إحدى الشفاه بصرخة مُستهجنة في وجهي ،
مابالكِ كأنَّكِ صنم ؟ !!

لاذنب للصنَّمِ ، الذَّنبُ كل الذَّنب لمَعْبُوديهِ.!
: )

 

هناك 15 تعليقًا:

  1. كُنتُ أودّ أن أكتب كلامًأ كثيرًا..
    لكنّه كلام على أي حال..
    سـ أكتفي لسماع صوت الصمت حين يُغني.!

    مبارك المدونة
    :)

    ردحذف
  2. غواية زرقاء5 مايو 2011 في 2:46 ص

    بارك الله فيك يازامر الحي،
    شكراً لتواجدك هنا كأول العابرين بين فوضاي..!

    ردحذف
  3. ليس منذ الآن يازكية أقف أمام حروفك عاجزة عن النطق , ذلك منذ زمن بعيد جداً ( وتعلمين ذلك )


    لاتتركي المكان للصمت طويلاً ..

    ردحذف
  4. عروس السماء
    حضورك هتان يبلل روحي بالسعاده ..
    سيكون للصمت صوت آخر

    ردحذف