الاثنين، أكتوبر 31، 2011

اللاَّعودة!


؛،

أن تَرْجَعَ خُطوة للخلفِ مُحَالْ ، أن تُرْجِعَ كَلِمةٍ تَفوَّهْتَ بها وَصَارَتْ خَارِجْ حُدُودِ الإمْسَّاك / أمَلُ من تجوَّفت عينيّة أن يُبْصِّر..!
ما أَصْعَبُ التَّراجُعْ؛ وما أخْطَرُ أن تخْطُو دُون يَقِينْ ..!
كما أنَّه ؛ في كثيرٍ من الأحيَّانْ نَبسِطُ أيدينا مُدركينَ كُنَّا أو لم نَكُنْ،
ليمْشِي عليها كائِنٍ آخر، بينما نحنُ من تهترئ أصابعنا وتطُول أظافرنا و تيَبَّسْ و رُبَّما تَصِير خَشِنة كحَبلٍ عَتِيقٍ وسَمِيكْ
يَصِلُ هو ونَعْجَزُ نحن عن إمْسَاكِ حَبْلٍ آخَرٍ يأخُذُنَا إلينَا..!



...

الأربعاء، أكتوبر 26، 2011

إلى رَجُلٍ لنْ يَأتِي!




حمَلَنِي هذا الصَّباح  المُتهيَّأ لي كصباحِ عرُوسٍ تنَتظِر ليلُ زِفافها؛ بارداً مُوشَّحاً بأشياءٍ يغمُرها الارتِجافِ و شيئاً من الوَجَلْ،  ثم دعاني على مائدتهِ الخمريّة الدافئة _ خُبزٌ أحْمَرٌ ،وفُنجان قهوة ، وأُغنية! _كيّ ِأكتُبكَ  بأبجديةٍ حُروفها أعوادُ كبريتٍ تحترق لكنها لا تُحْرِقْ بقدرِ ما تَجْلُبَ الدِفء وتفُكَّ أغلالِ الصَّمتْ, وتَشْرَحُ مَياديِن التأمُّلِ وِفقَ فِقهِ القُلوب وتأويلاتها..!
أكتُبكَ من ألفِ اشْتيِاقي حتى ياءُ احتِياجي، أكْتُبُ إلى الرَّجُلِ الذي لن يأتِي وإن عَدَوتُ أميالٍ من الانتِظار وأقطارٍ من الشُّوق وقلاعٍ من الحُب ، أكتُبُ إلى الرُّجل/ الرَّجُل الذي لا يشبههُ أحد سِوى هيبةُ نَخلَاتِ مدينتي الفَارِعة، وعُذوبة عُيون الإحساء وواحاتها ونضارة ليمُونها الأخضر ، وعبقُ وَرْدِها المُحمَّدِيَّ، إلى رجلٍ يرعاني ويُقدسني كما يُقدِّس الرجل الإحسائي الأصيل نخلته و يُقسم بحقلهِ ويُداري تمراته ، تُوته، ولوزه وريحانه!!
أكتُب إلى الرَّجُل الذي تَعْجزُ فيه كل القَوانين والمُعادلاتِ والفلاسفة ، إلى رجُلٍ يحمُلني فوق غيمةٍ ويغتسِلُ بي مطَراً وعِطْر ، إلى رَجُلٍ يلُوكَ الحِجَارةِ بين فكيَّهِ ولا أُرمَى به ، ويُمسِك الرِّيح ولا تُكفنني عَنَجَهِيتُهَا ، إلى رجُلٍ يَرْوِي قرويتي في قصيدةٍ ، ويَغْزُلُ من سَذَاجِتي بُردتِه، إلى رَجُلٍ لا يُعيّب اسمي بل ينحتهُ فوق لسانه ليُناغي به الليل وسُكانه ، إلى رجلٍ أشَّمٍ كجبل، برئ كطفل!!
إلى رجلٍ يَسَعُني صَدْرهُ حين أبردُ خَوفاً ،حَاجةً ، وشوقْ ، و يُسْنِدُني ظَهرهُ حينما تقشَّعَر فرائصِي من صوتِ الرِّيح وتلوَّنُ الوجُوه ، ودُنو الهاوية ، إلى الرَّجُلِ الذي يُقوِّمني بإحتواءهِ حين أنكَسِر، ويَهَبَنِي قُوَّتهِ حين أهَابْ ، إلى الرَّجُل الحبيبِ والأبِ والصَّديقِ والأخ ,,,سأكتُبُ إليكَ ولن أكُفَّ عن ارتكابكَ سَهْواً بين سُطوري، وإن كانَ يَنْتَظِرَنِي سَوَّطٌ وسَيّفْ ، وإن كانتِ الكِتابَةِ إليكَ أشبهُ بالرَّسمِ على الماء أو البوحِ بقلمٍ أجوفٍ فوق ورَقةٍ مُبلَّلَة ، أنا التي لا أدري كيف هي بَداياتُ الحُب ، أو كيف يطرقُ أبوابنا ، كيف يهزُّ عرًوشاً ويحصِدُ حقولاً ويُشْعِلُ نِيراناً ويُوَّرِثُ الحَطَبَ والعَطَبِ !!
أراني أكتُبكَ حرفاً، كلمةً، وسَطَّر ، أكتُبكَ سراً وجهرا ، جنوناً وعقلا ،ولا أكُفَّ عن الحديثِ إليكَ بقلبي !
سَقِيمٌ جداً من لا يطرُق باب الحُب ولو همساً ولو حُلماً ولو كَذِباً ولو أُغنية! مِسكِينٌ من يُكَمِم فاه ،ويحشُوه قُطناً وطِينْ ، مُجْحِفٌ من يُبخس حق قلبهِ ، فَقيرٌ من لا يَسْتَنبِطَ الحُب من وطنه، داخل فنجان قهوتهِ، أو من عصفُورٍ حطَّ عند نافذتهِ لينشِد له، أومن نبضٍ مجهُول ، من سطُوع الشَّمسِ وَ وهَجِ القمَرْ من كل العُيون والوجُوه، حزينٌ من يتعالى عليه ويُزهِدهُ حتى لا يُظهره وهو يتقلب جمراً وشجناً..!
نتساءل : لماذا كل قلبين مُحبينِ لا يجتَمعَانِ على هذه الأرض ؟
ربما لأن هذا العالم خٌلق للحربِ لا الحُب ، فبينما فيروز تُغني : سألتكَ حبيبي لوين رآيحين ،
يتغنى هذا العالم تحت إيقاعِ طلقاتِ الرِّصاص سألتكْ يا دَمْ من أين تبدأ فلا تتوقف؟!
 ولأنَّ هذا العالم تُحزنهُ صورة يدٍ تَحْمُل وردة فيبتُرها، ويدانِ يضُمان الحُب ويُشعلانه ، بينما تروقُ له صُورُ الموتِ ،  لونُ الدم ، أثر الشوك، رائحة الجِيف  ،وانفلاق هذه المَجرَّة لتصير جرَّة تنضحُ بالدمِ البارد ..!
لكنِ سأكتُبكَ رُغماً عني وعن هذا العالم الأصم..!
بالمُناسبة : وينكَ يا حبيبي ؟







السبت، أكتوبر 22، 2011

خطوة!



سَـأُكْمِلُ مِشْوَارٌ أخْتَارهُ لي القَدَرْ أنّ أبدَأهْ خِيرةً،،
 طَوْقَنِي بِـ زُبُرْجَدٍ لهُ هَالةٍ تَبْعَثُ في الرُّوِح حَشْوَاً لهُ مَذَاقٍ لا يُعَافْ..
وَحَيثُ أنّ جَوَانِحَ النّفْسِ اعْتَراهَا الذُبُولِ،!
 وَعَافِيةُ الحُـلمِ كادتْ أنّ تَزُولْ،!
تَوسَّمَتُ الرُّوُحْ المَسِيرْ ،
 عَبَرَ مَوَاطِنٌ تَكْتَظُّ بِالمَصَاعِبِ وَ الْذُهُول،
و لأنّ لَيْسَ هُناك ما يُحْزنَ لِخُسْرانِهِ ، بَادَرَتْ بِخطُوتِها بكُلِ جُرأةٍ لاَ مُتَنَاهِية.
وَ ثَبَّتَتْ وتَداً رَاسِخاً، ومُرَفْرِفاً فوق هاماتِ أحلامٍ/  لا تأبه الحقَائِق ،!
مخطوطـاً بِـعَريضِ الشعور... [أن لا حُزناً مهما بلغتِ الانكساراتِ شَامِخَات القُصُورْ..!]
ومهما تَعَدّتْ مَفَاهِيمْ الوَاقِع حُدُودْ الإرْضَــاءْ ،
 وَمَهْمَا أَعْلَنَ الدْهَرْ في وَجْه  الحَـظْ / السَخْطْ .
فَـ كثَيرةٌ هي الكَبَواتُ ، حتّى بَلَغْ  الطُمُوح حَدّ الاعتياد وَ الشَّحَطْ.!

؛

الجمعة، أكتوبر 21، 2011

ماءٌ وضوء.!




؛


قرَّرْتُ أن أكتُبَ بصوتِ قلبي ، لم يكُن القَرَارَ صَعباً، بقَدَرِ ما كان استيعاب اللحظة وتَشرٌّبًها يَشُدَّنِي إلى حيث الذُهول المُطبقِ بالصَمتْ ، إلى  حيث أن أَكتُم أنفَاسِي هُنيهة ثم أتأمل بعُمق تبلوِّر النبض أمام جلالةِ هذه الإحساس المُكبل بقيود فوق طاقة هذا الاحتياج المُتفاقم ..!
أحتاجكَ جداً ، ولن أستطيع وصف هذه العبارة وما تفعلهُ بي حين أُرددها على مسامع الليَّلِ بعيدا عن ضوضاء المارَّة ، لكنِ الأكيد صَداها يحُط عند قلبك..!
ماذا لو تعلم أنِّي كلما أُوشك كتابتك يَنْضحُ من عيني ماءٌ وضَوءْ !!
ماذا لو تعلم ؛ أنِّي أتدثر بين أشياؤك وبها كُلما حدَّني الشوق إليك، أتحسس ملامحك بأصابعي وأضُم طيفك إلى أن أنام ؟!
ماذا لو تعلم كم تنهيدة تعلو وتهبط فوق صدري حينما تشهق أنفاسي بطُغيان المسَّافة وَ وُعُورة الطريق المؤدي حيث اللقاء  !
و كيف تتحول  بقربك نبضاتي إلى أجنحة تُصفِّق حباً ، بتلاتٍ زهرة تندى بالشوق ، وطِفلة مغرورة بلذَّة الأمان ولفتةِ الاحتواء!
؛

ياااالله هذا الحُب عظيم لو تعلم ، عظيمٌ جداً ..
تخطَّى حواجز الكلام ، هُتافات العُشَّاق المُستهلكة ، هدَايَاهُم ، لقاءاتهم، رسائلهم 
هذا الحُب أوسع من أن تحُدُّه بدايةٍ لتقتلهُ نهاية ما ، هذا الحُب هِبةٌ من الله ،
وليس مُنتجٌ موشومٌ بتاريخِ صلاحيَّةٍ مُحددَّةٍ ليُرمى بعدها في  الدِركَ الأسفلِ من النِّسيانْ،!
؛

لانِهاية لهذا الحُب سوى الخلود ، ورُبَّما الجنَّة هي اللقاء..!
؛

هكذا دوماً أحدِّثُ قلبي ، أُربِتُ عليهِ ، كيّ يهدأ نبضهُ من هلعِ البُعد وهَوَاجِسِ الرَّحِيل ،
أنا أبكي الآن وبحُرقةٍ.. قلبي ,, عينَيَّ,, حتى أصَابعِي تبكي !

هل تسْمَعُني؟!!

أتدري ! أُحبُ بُكائي من أجلك ، أشعرُ بأنه أقل ما يُمكنني فعله قُرباناً في حرمه!
ولأنَّ عينيكَ وطني ؛ معكَ أرمي بهويَّتي جانباً ، اسمي وقبيلتي وأيَّ حِزبٌ أخرى   !
وأجوبُ في كفِ هذه الأرض الكرويّة بحثاً لنا عن أرضِ، هويَّةٍ ، وأسم ورُبَّما عقيدة..!
بينما في كفكَ تجتمعُ بقاع العالم أجمَعْ.!




 ؛


الخميس، سبتمبر 22، 2011

متسولة ترتدي الليلِ خوذة !







يستشري الغياب على ملامحهم
تلك التي ما لبِثتْ مُتشبثة بذاكرتي الموبوءة بالماضي وأشياءه ..!


إييه يا( آنَّا ) أيتها الصديقة المذكورة في القلبِ وعلى صفيحِ النبض ،
ضعِ يدكِ على صدرك،

تحسسي هذا النَّبض وإختلاجاته أشواقه، آلامه ، 
وإنتظاراتهِ
 وكل ما يضخُ داخله وريدٌ وحُلم
ثم على رصيفِ هذا الليلِ الأعور بُثَّي شكواكِ ،

الظلام خير دِثارٌ للوجع !
لأنَّهُ يلفظها قُبيل الضوء خشية أن ينحرها بخناجره
قُرباناً على الملأ..!

ولأنِّي مهووسة بالأمس/ وسُكَّانه ،بالليل وسكُونه.!
لا أنفكُّ من مُنادمة دكاكين الحُزن، وباعةُ المناديل التي لا تتلُف ،
الغريب في الأمر ..
رُغم ملُوحة الدمع  إلا أنَّه سُقيا صالحة لنمُو سنابل الشَّوق بقلبي
فكُلما أسرفتُ في البكاء تمادى هو في التفاتهِ إليهم..


فتباً لــ أُولِي الغياب..!
  

الخميس، مايو 26، 2011

ملامحٌ ورقيَّة _1







 الوقتُ رهنُ الصَّمت
كأنَّما بلَّوراتٍ جليديَّة تَتَعثَّر في حُنْجِرتي ،
تخدُشُ المعنى وتُكسِّر الكلِماتْ 



كصَحِيفةٍ مُقدَّسةٍ مَطويَّةٍ داخلِ تَنْهِيدةٍ عَتِيْقَة
لكنَّها تَتَنفَّسُ وَجَعاً.
فهلْ هُناكَ من حِيلةٍ أردعُ بها جُيوش الألم على أن لا  تَتَجاوَزَ خَندَقِ الهَذيانُ  بي..؟!

يااااااالله يهبِطُ ويَعلُو هذا الخَفْقِ ، وكأنّ شيئاً ما في صدري يَهْوِي من قِمَّةِ  تلالِ الخَوفْ
 حتَّى  قاعِ الوجَعِ
أ 
س

 ف

 لِ

 الضَّياعِ / تماماً .!
أعتادُ الأماكن كما أعتادُ الأرواح من حولي وأعتدُّ بها ،
ويُزعجني أن يُفرَّغ مني مكاناً شهَدَ كُل حالاتي،
 أو أتركُ له فقط حسيسِ خُطواتي، وشيئاً من صَدَى صَمتِي ،
وكأنِّي نفيتهُ بعيداً أو نُفيت منه!

لاشيء يُخلصني من الشُعور بلُؤمي ،بخيانَتِي لمكانٍ ما وهو على بُعدِ خطوتين فقط..!

ظِلِّي هناك يحُوم فوق مِقْعدِي،و يديَّ مازالتْ قَيَّدَ تلك الأجهزة التي لطَالمَا أرغمتُها أن تَخْتبِر حَسَاسَيَّة
 صمتي ولم تصمُد أمام نتائجه..!
وربما لا أعيُّن بعد الآن تتربَّصُ بي وتبحث عن مخرجٍ يؤدي بها إلى دوَّحةِ كلمة تطْفُر من بين شفتيّ سهواً..!





لا أدري؛
 كثيرون ربَّما قد شعروا بذاتِ الإحساس ،
وهو أن يتضارب الفرح بالحُزن ويغلِب أحدهما الآخر ،
أو لاغالب ولامغلُوب ، وكأنَّكَ تكون بين أن تُمثل دور السَّاقي أو تستَقِي أنت.!
أمرٌ يُحيلك إلى حالةٍ مجهولة لا تُجيد بروزتها،
 لتجعلك داخل التقاطَةٍ فوتوغرافية جماعية بينما أنت مُرتبك بابتسامةٍ تخشى أن يلحظَ انحرافها أحد!
 لأولٍ مرةٍ أكتُب على هذا الحاسوب ـ لكنِّي أشعر بأنَّهُ ستربطني به علاقة قوية ،
يكفي بأنه أستطاع إحتوائي بهذه السُّرعة وقلَّما يحدُث معي ذلك!

 أكثرُ الأشياء مُغرية ومُريحةٌ في مكتبي الجديد عُلبة الأقلام أو المقلمة ،
 ألوان إضاءة متعددة، وقلمُ رصاصٍ وحيد، والبقية العُظمى أقلامٌ بحبر أزرق!
يبدو أن الغواية الزرقاء تُطاردني أينما حللت ،
فرُغم علو صوت الصمت بين أدراج مكتبي ، وفوق كل تلك الأوراق ولأسماء
 إلاَّ أنه يُتيح لي الفرصة لتشكيل هذا الصَّمت بأبهى حُلةٍ تليق به.!



الجمعة، مايو 06، 2011

أطـــلال.!












سَلاَمٌ على المُلّتَفِينَ حولَ أغْصَانِ الضَّوء الغَارِفينَ النُور من أحدَاقِ النَّهَارْ،

والمُخَبِئينهُ إلى حيث يأتي الليل مَخْمُورينَ بحيثِ لا يَعْلمُونْ،!

سَلَامٌ على أعمدةِ الذكرى التي أهلكَتْ أرصفة الحنين

كثرة إيمَاءَتِها بالوحشة من وجُوهِ الغُرباء،

فسَلامٌ على الغُرباء..!

سَلامٌ على المـارِّينِ كالوميضِ على نوافذِ الأمسْ ،

تاركينَ بعض بصَماتٍ كـ النّحت لاتُنسَى ولاتُطْمَر..!

وسَلامٌ على الغَادِين والعَادِين من الوجُوه،

سَلاَمٌ على فِقه العُزلةِ وإئتلافِ الصَّمتْ ،




سَلاَمٌ على دَيَّجُورِ الأجْسَادِ المُمتدة تحت قارعةِ الليلْ ،

حيث يتبَخَرُ منها رائحةِ الفَقْد ،

سَلامٌ على كل فتاةٍ أطلّت من شُرفةِ العشق كـزهرةِ نرجسْ،

تمدُّ يديها للغيمِ، لتُسَلِم على المَطَرْ ..!

سَلامٌ على الشَّوقِ حين يَحُطُّ بــ وِزْرِه ِعلى القُلوب

فـ تُشعلهُ التَّناهيد جَمرةٌ،جَمرة..!

سَلامٌ على سَطحيّة الكلامِ حينما يفُضُّ بُكارة الصَّمت بَهمَجيّة ..!

سَلامٌ على الأحلامِ ،

سَلامٌ على الأحلام ،

سَلامٌ على الأحلام

حينما أنتفضتْ أسرّتها / موتاً..!


وسلامٌ عليك!
حين يصمت كل شيء بذكرك..


سَلامٌ على جِيُوبِ الإنتظار حينما أتلفَتْهَا الوعُودِ المَهْرُوشةِ قبل أوانها ،




وسَلامٌ على المَاضِي من حيث أتَى،

ومن حيثِ ماتْ،

ولم يمُت.!

الخميس، مايو 05، 2011

بعيداً ..!



بعيداً عن كل شيء أستَّلُ إحسَّاسِي من غمَّدِ الفوضى من حولي،
من تَشابهِ الوجُوه وإختِلافِها ،
 من رقصَّةِ الشِّفاه على مسارحٍ مجهُولة ،
من الفضُول المُتراكم في أعيُّنهم ،


بعيداً عن كل شيء
 أُحدِّثُ نفسي دُون نبّسٍ ،
أُرتبني وأُعيد بعثَرَتي ، وأُرَّتبَني من جديد ،
إلى أن ينقضي الوقت مشغولة
 في إحصاء كميّةِ الصمت المحشُورة في حُنجرتي ،
وعلاقتها بكمية الأسئلة المطحونة بين أصابعي،!


يتهامسون ؛ هادئةٌ جداً وصامتة..!
نعم ، أنا كذلك لأنَّهم لا يأبهُون بكل تلك الوشايا التي تندلقُ من عينيّ،
وتظَّل أسيرة بين شفتيّ ،
وإن تحرَّرَتْ تعثَّرتْ بينهُم وبينِي.!

هادئة لأنَّي لا أجيد التعامل مع الأفكار المُدبلجة ، والصُّورِ المُتحركة كثيراً،
تلك التي يُمكن أن تُغيّر ذراعيها أو حتَّى رأسها ،أو تُعير وتستعير أشلاء أخرى،،!

ولا أتقنَ فنَّ التبَّسُمِ في الوجوه ذوي الابتسامات اللاصقة وسريعة النزع..!
هادئةٌ ، لأنِّي أعاني من عُسرٍ شديدٍ في هضمِ خُزعبلاتِ القرنِ الـ لأول في بلوَّرةِ الأساطير،
وتفريطٍ شديد في تعاطيها..!

هادئةٌ ، لأنَّ أصواتهم تكسُّر عُنق صوتي ليرتدَّ صَداهُ في صَدرِي ،
لأنَّ حتى الكلام يكون حرباً أحياناً في أعرافهِم ،بينما يكون الصَّمت حقيقة درعاً وسيف!

الحياة ضخمةٌ جداً وضئيلةٌ جداً، ونحنُ بني البشر من يكيلها بكفتَّينِ غير رَاجِحَتين ْ،،!


لذلك همست إحدى الشفاه بصرخة مُستهجنة في وجهي ،
مابالكِ كأنَّكِ صنم ؟ !!

لاذنب للصنَّمِ ، الذَّنبُ كل الذَّنب لمَعْبُوديهِ.!
: )

 

الأحد، مايو 01، 2011

[ إنتِحَابُ الرِّيح ]






يُوجِعني صَقِيعْ الذِكْريَاتْ ، يَلِجُ إلى أَقْصَى مَواضِعَ الرّوح فَــيُدَمّدِمُهَا،
تَهِبُّ ُرياحَ الحَنِين تُثِيرُ ذَرَا الانتظار من رمَالِ الاشْتِيَاقْ،
تَذَرُني أَعاصِير الرِياح إلى أرضٍ بلا وطَنْ..
ليَعْلُوا صَخَبَ نِواحٍ مُوجِع تَتَشَقْقُ لَهُ الأرْضَ وَتَتَصَدّعُ السْمَاء،
فــتَتَراكم في الأُفقِ سُحُبَاً سَوْدَاءٍ بَاكِيةْ،
تَتَرَقْبُ لحظةَ صَفوٍ أو نسْمةٍ عابرةٍ تَقْشَعُ عَنْهَا السّوَادْ
تُحِيلُها إلى سَحَابَةٍ صَيْفيةٍ عَابِره



مَنْفِيةٌ بِلاَ وَطَنْ إلى مَلاَجِئ الحرْمَانْ،
ولأنّ بعدَ النّفْي الطَّلَلُ على عتباتِ اللقاءْ، ارْتَعَدَتِ الحنَايَا واهتّزَ عَرشُ الروحْ،
ذَنْبي ارْتَكَبتُ حمَاقاَتٍ لا غُفْرانَ لها،
لم أرتِل تَراتِيلهِ كلِ صَباحٍ ، ولم أَعْزِف ْله قِيثارة شَوقٍ تَلِيقُ بـمَجْده في الرُّوحِ/ إلا ما كان نَشَازاً 

تَمَنيتُ لو كُنتُ رَفْرَفْتُ بِـراياتٍ الحَنينْ عند كل فَصْلٍ من فُصُولِ الوطنِ الأربَعة،
رُغْمَ إنّني أُجِيدُ بَعْثَرةَ الحُروفْ على أخَاديدَ الورقْ، لَكِنّي قَاصِرة دُونَ النُطْقِ بها على الشْفَاه 
لا أُتْقِن نَمْنَمَةٍ الكَلِماتْ وَزُخْرفِ القَولْ، نَاعِمةٌ أظافري في عهدِ البداية،
طُقوسِي غير مألوفةٍ، وَصُندوقي غير مأهولٍ بالسُكان،



تَنْتَحِبُ رياحي وجعاً.. 
يُتمٌ و انتظارٌ، وَ رحيلٌ ، وَ ضياعُ أحلامْ..
فَتَرمي بي تَمَرُّغَاً على مَرْتَبَةِ الحُزنْ،
يَسَاراً مرةً وأُخرى يَمينا،

ليُصَدِّع اليَأسَ جَوانبَ الأملِ بألمٍ فتَّاكْ ...

وتَتَناثرُ حَباتُ اللؤلؤ من جَمَراتِ الأحْداق على قراطيسِ الوجعِ لؤلؤةً / لؤلؤة!!
ولأنّ من الحُزنِ ما لا يُفهمُ مَصدرةُ ويُثِيرُ الْأَسْئِلة/ أَتَغَشَّى تَحتَ قِبةِ الصَّمتِ اختباء
وَ أَكتُمُ الْأَنفاسِ وَالهمساتِ وحتى الصرخاتْ أطُلقها في بوتقةِ صمتٍ مُغلقةٍ بإحكامْ،

فَــأنهَمر بين نفسي وبيني في ضَجيجٍ مُبهمٍ لا يسمعهُ سُوى بقايا هواءٍ يخرجُ من فَمي،
جُرثُومةَ الأحزانِ وجدتْ لها في دمي من الأجواءِ ما يناسبها فــ راقَ لها المكان،
واتَسَعتْ لها الأوردة حتى ضاقَ بي الحُزن ذرعاً فاستوطنتْ الروح
وأثكلتَها بالجِراح وقرّحت أجفانَها بالهُموم،

فاتخذتْ الأحزانُ من قلبي لها رحمٌ فتوالدتْ سُلالةِ الآلامِ وتكاثرتْ ،

حتّى أنجبتْ قَبيلةٌ من الأحزانِ لا تنتهي .