الخميس، نوفمبر 29، 2012

حلمٌ بإتساع الوطن!






كثيرٌ ما اخْتَلَيّتُ بكَ كـحُلمٍ أبديّ،
كـخَيالٍ أحتويهِ بصمتٍ مُطّبَقْ ،
مَصْحُوبٌ بفاكهةِ النَّبض .!
كحقيقةٍ كاذبة أشتهيها كلما تقشَّف الزمن.!
هـا أنذا أتلَّبدُ بين أَشْيَاؤك و بيني ،
أتَوَسَدُ قميصُكَ الذي أبتلَعتُ أزاراهُ ذاتَ شَوقْ هادر من صدري،
وطَفِقتُ أتنفَّسَهُ بعُمقٍ وهوس ، 
كيّ أرُّدَ بَصري ،وبصيرتي التي فقدتها لحظة ما حاولتُ
أن أضّرِبَ بعَصا الوهم السِّحريّة/ أحلامي 
كيّ تُحيلك جسداً على واقعي المُنهَكُ / تلاشيا،،!


أُلَثِمُ بهِ أنفاسي ، وأزرَعُ في غاباتِ صدرك وطَنٌ لا يُستقلَّ ولا يُحتل أبدا،
مَهْمَا تجَاوزتْ شَرائِعهُ مَفَاهِيمَ الجُنون،
ومَهْمَا وشَتْ بين رُدهاتهِ ألّسِنة الضَّوء و المطَر، فتنة الغِواية والسِحر..


لا أدري..!


حقاً..هل سيكونَ لي وطَنْ ؟!
وطنٌ ،وطنْ
يعني أرضٌ ، وماءْ
سَقْفٌ ، وسَمَاءْ،
إرتِمَاءٌ ، وإنتِمَاءْ،
حدودٌ لا جُغرافية لها سُوى أُمنياتُ مُرَصَّعةٌ في أستارِ الريح،

وطنٌ يعني شبابيكٌ مُشرَّعةٌ ناحية المَدَىْ ، وشُرفة تَبسِطُ ذِراعيها للغد،


وطنٌ، طَوابيرُ أُمْنِيات ، ونشيدٌ أبديّ، وسلامٌ يبثُ في أرَّجَاءِ الحَياة إستِقرَارُها.!



وطنٌ 
يعني أنت

دعني لي!




أنّ تَخْلَعَ مِعْطَفَ الذَّاكِرة ليسَ هذا ما أَرَّنُو إليه
فقط!
 لا تهُزَّ شجرة الماضي تحتَ ظِلَّي الذي بعْثَرتْهُ كُتلة الصَّمت،

المُتعثرة عند حُنجرتك،

فتُفزع حُلمي النائم في مرقدِ الوهم..!

ولا تتلعثم حين أحاول عبثاً مُجاهدة إجحافك ،

فتنطُق بما يُثير زَوابِعِ الخَّوفَ في صَدرِي ،

فلا يَتركني أستَقِيمُ في طريقي إليكَ بوقَار،

كتهَجُّدِ أصابعِ الضَّوء في طَريقها نحو السَّنابل،

إلاَّ خائرة القوى أتأمَّلُ بسكُون مَدَى إنعِدامِي السَّحيق فيك،

دَعْنِي لي ، !!!

أو تبتَّل بصَلَواتٍ تَشَّفَعُ لكَ عند قَلبِي.!

17-7-2010













الحمامةُ البيضَاء مازالتْ تَحُطُّ على يدي ،
تُذكرني بسماءٍ رسمَتْ صِغار أحلامنا،
وأمنيةٌ تحقَّقَتْ قبل أن أرصُدها في كَونِ أُمنياتي،
إلاَّ أنَّها حطّت على كَتِفي كـ حمامةٍ حانيّة ، كذكرى أبديّة ،
كمنحةٍ سَماويّة !
تقلَّصَتْ حينها كل تلك المَسَافاتِ التي صعَدنا فوق صَهوَتها 


  في حُلمٍ لا يُشبهُ سوانا ،بـلمحةِ لقاء ..!


الثلاثاء، نوفمبر 27، 2012

أوغــاد!





وحدهُ من يَجْمعَ الدّمعْ المُلْتَهِبْ ناراً في قواريرِ فُخَارْ ،
كُلما مَرَّ زمنٍ وَعَطَشَتْ أَحْزَانهْ سَقَاهَا من رُضابِ عَيْنَيْهِ،
لـ تُنْبِتَ سَنَابِلٌ عِجافْ مُزْهِرةٌ / شوكاً ..!

يا الله ،
كيفَ يَخْطُرُ على بالِ الحُزنِ أنْ يَسْكُنْ قَلْبَ طِفْلْ،؟!
يَجْعَلهُ لا يَهْلِسَ إلا بهْ ، ولا يَنامَ إلا وهُو جَاثمٌ فوقْ صَدْرهْ ..!
حتى لسانهِ المُتَخِشبْ إثْرهُ يُحَاول رَفعهُ همساً ،ويَعْجز ْعن فعلِ ذلكْ ، 

كمْ هو مُؤْلِمْ ، فـ مع كلِ مُحاولةٍ تُطْرَدُ رُوحهُ منهُ و تُسْتَردُ عِنوةً ..!
مسكينٌ هو ،يَظنْ أنهُ يصرخْ ، !

ولا يعلمْ أنَّ صَوتهُ المقْتُولْ ضَاعَ في لُجةِ الصَمتِ .!
كَهْرَبَهُ الحُزنْ من أَشْخَصِ وِلاَدَتِهِ حتى أخْمَصِ مَوتِهِ ..!
ومع كُلِ ارْتِعَاشَه تُمْتَصُ دماءِ سَعَادَتهِ حتى باتَتْ أوردتهُ خِواءٌ إلا من الألمِ..!
وعِظَامِ أحْلاَمهِ جَوفَاءٌ إلا من اليأسِ إلى أن تَحلَلَتْ موتاً..

رُبما هُناكْ ممنْ يُسَمَّوْ بَشَرْ وَسْوَسَوا في نفسِ الحُزنِ السُوءَ / لــ يَسْكُنَه..!
كم هي ضيقةٌ عُيونهمْ كصُدُورِهمْ و ربما كَقُبُورِهم أيضاً،
هذا إنْ قُبِروا يوماً ، أشعرُ أنْ أعْمَارهمْ مُعَمَّرةٌ /بلاءً 
كــ ذاكَ الحقدْ النّامِي بين ضُلوعهِمْ ..!

وإنْ كانت بين يديهِ حجارةٌ خُيّلتْ لهمْ من الجشعِ ذهباً
أكلوا السُحتْ فأكلهم الطمعُ بشاعةً ..!
و ابتلاعاً يمُدُونَ أعينهم لكلِ ما ليس لهمْ،
ويرتشفونْ من كؤوسٍ لم يَمْتلكونها يوماً 
حتّى فُتاتَ الخبزْ اليابسْ أنفاسهم تلهثُ اشتهاءً ما بينهُ و بينْ فيهْ..!
فينعمونْ هُم ليَشَقى هو ويُقبرْ ، مُتوسداً رمادَ العُمر الــ كان قوتاً لهم ..!
فيا الله سلّط عليهِمْ من لا يَرْحَمْهُمْ..!

إنهم أوغادْ ،

أوغادٌ ،

أوغادْ..!

السبت، نوفمبر 24، 2012

الشتاءُ بدأ يزدريني!





سَلالِمٌ باردةْ ،
ورجفةٌ تَسْكُن قَلْبَ الصْمتْ ،
رائحةُ الحُضُور المُنْبَعِثَة منْ كُرّاساتِ الحَنِين 
تُثِيرُ في محَاجِرِ العَينْ شَهْوْةَ البُكاء

ألْعقُ إبهام المَاضي بـ لسانِ الوجع ، أبللهُ ببعضٍ من ريقِ الذاكرة
ليتسنّى لي تَصَفُح وُرَيْقَات الذِكْرى المعَتَقةْ ،

ورقةٌ ، ورقه ،
المُوَقّع أدْنَاهَا ،،

قُبَلات الشّوق اللاّمُنْتَهِية عَدَدَاً..


أبحثُ عنّي بين سُطُورِهَا فلا أَجِدَني ، سُوى بَقَايا رُكام،
باهِتةُ ألواني ، مَلامحِي يَعْترِيها الشُحُوب ،
ونُتُواءَت الروح يَطْمُرها الرماد،

وكأنّي أتوارى من شيئٍ ما ..!!
ربما المجهول ،!!!

قشعريرةٌ أصابتني من هولِ َمنظري ،،
هرولتُ بِبَصري بحثاً عن بعضٍ مني ،

فوجدتُ غُربةً ، ومنفى ،وحنينْ....

آهٌ ، وَ وَجَدْتَني ،
فوقْ جناحِ طيرٍ ، شمّرَ عن جناحيهِ وهاجر، 
بعضاً من روحٍ نخرها صقيع الشوق..!

فوق قارب أحلامٍ ،تكَسرت مجاديفه باليأس،
أشلاءٌ من شراعٍ ُمهترئ،..!
فوق غُصنٍ بالي،
ورقةٌ خريفيةٌ امتصتها ، شُمُوس الأماني الصفراء..!


ورُغْمَ ذلكَ الأَجِيجْ المُتْقِد في سويداء الرُّوحِ / غُربةً ،
فأطرافِ الزَوايا تَتَوسْلُ الدفءِ / إحتواءً.
سِنَــام قلبي أثقلهُ الصَبر ،
والخَوفْ من الآتي وخَبَاياهُ ، يَسْتَوطِنْ صَحَارِي إنْتِظَاري ...
والشِتَاءُ بدأَ يَزْدَريِني ،
فهلاّ أتيتَ / حُلماً ،،
يَهَبَني بعضاً من دِفئه ...!!!

2010م

فتِيلُ الجسد!


مَسَافاتٌ مُمتدةٌ على جَسَدِ الحَقِيقَة، وبعضُ الأسْئِلة تُحاولُ عبثاً ،
تَقلِيصُها بأجوبةٍ من وهمِ الحقائقِ ،تنهشُ في مَفاصِلِ الأجْوبَةِ سِكّينةُ الآهـْ ،،!
إلى أن يتلاشى كُل ذلكَ الفراغ المُمْتَلِئْ بالحيرةِ ، والتّي يَضِجُّ بها بَهْوَ المَشَاعر .

ثَمَّةُ صَوتٌ لهُ ألف صَدَى يرتدُّ بين الجُدرانِ الضَّيقةِ ،
والتي بالكادِ تخرجُ منها الزَفَرات المُلتقطةُ من صحاري الانتظار، وجنائن الشوق،
ومُدن الحنين ،،

أنا لا أكتبكَ الآنْ بقدرَ ما أُحاول أن أُمحييكَ من سُطوري
ببعضِ بعثرةٍ تَمِدُّ جَسَدَ شَوقي بـبُروتين ِ نسيانكَ حتَّى في وجودكْ المُزدحمِ بالصدقْ ،،
وتكسب أوردةُ النَّبضْ مناعة تحولُ ضِدَّ الاختلاجِ بكْ ،
كُلما أتَتْ الرّيح بشيءٍ من عطرك ،
و كيّ لا تَنزلقَ ذِكراكَ فوق سلالمِ ذاكرتيْ ،
كحُلمٍ مُجْهَضٍ قبلَ اكْتِمالهِ،،! 
سَأنثُر فَوقَها نِشَارة النّسْيانْ ،
وسأجعلُ لها أبواباً أوَّلُها لا يُؤدِي لأخِرُها ،،!
وسأُحْكِمُ إقفال الأبوابِ كُلها منعاً لأيّ ضوءٍ يتسربُ بحميمةِ مُفرطة
ليُثير الضَّجيجَ بداخلها ،،!
و أَحفَّنِي بحُصنٍ منيعٍ وهالةِ مُستمدةٍ من تعاويذٍ ضِدّ الغِوية والنّكاية ،،!












فلا تقلقي يا أنايْ ها هو المطرُ يُصلّي من أجلكِ،
ويخِطُّ على جُدرانِ بيتكِ العَتيقِ آياتِ الصبِر و صلواتِ السلام،


وهاهي سنابلكِ امتدتْ مائة سُنبلةٍ في طريقها نحو الضوءِ تُصلي هي الأخرى ،
وبجانب كل منها نخلة أحسائيةٍ طائيةٍ عَتِيقة،
تُطرزُ في السماءِ أُسْطُورةِ العشق القديم ، و عبقِ التُراب، وأمجاد الوفاء ،،!
وتُكنسُ ألوان العتمة بخصلات من نُور،،!
تنسج من سعفها قباباً تستظل بها الأماني 
،ومَرَاوحَ يُهِفُّ بها فتيل الإشتعالات المتمردة،
وتُطعم أحلامي الجائعة تمراً لا يُفسِد أبدا ..!

و كيّ يَبرقَ حُليّ الماضي الصدِئ بأمطارِ الغد..!
هيّا أيتُّها الروح بكل بساطتكِ وبجدائلكِ المُلقاة على أكتافكِ كفتاة قروية عفوية ،
أعتنقِ نسمات القرية و ما حولها ، تَنفَّسي كرمالها ، 
دثّري خوفكِ في جبالها ومغارتها الأزلية ،،!
فهاهي جدائلكِ بدتْ تُعانق محرابكِ وتحتويهِ بسكينةٍ رُغم الشيبِ وقليلِ الإهتراءْ ،
وكعنق ناقة تُصلي للشمس:
:: أنْ خففي وطأت الحرارة عنّي ،حتّى أكون سفينة الصحراء::،

مازالت عُنقكِ تبتهل بعنفوانٍ كيّ تحمل هذا الوجه الذي غمرتهُ الليالي بالوجعِ دمعا،
وفتق لطم الخيبات جبينه / جزعا،
وتُكـبر :: أنْ خففي لهيب الأوجاع حتّى أكون سفيرة التُعساءْ::
فرغم ذلك ورغم الشُّحوب الذي ينتزع العُمرِ أضعافاً ،
يبتسمُ ابتسامةٍ صفراءْ مُحاولاً الإشراقْ من جديدِ،
ويُواجه الريح الشَّرسةِ بــ ع ـينينِ باردتينِ ناعستين تمحُو كل ذلكَ البُؤْس الصَّلفْ ،
وتُدثرهُ بألوانٍ لا تَمُتَّ إليهِ بصلة،،!

أُنظري إلى كفيكِ ،كيف أنَّ الشمسْ جفَّفَتْ الحنّاءْ دون أنْ تُتْلِفهُ 
فقط ،،
وهبتهُ بعض الدفء كيّ تجعلهُ مُتماسِكا،فكُونِ كذلكَ يا أناي ،
كُونِ كذلك ،!
10-2-2010

من وراء أكمام الصمت!







مُجْحِفةٌ كفُّ السماء ،
تُكِممُ أفواه الغيم
عن المَطَرِ ،
كيّ لا يَنْهَمِرُ فوق تَهَجُّدِ الشَّجر ،
وكيّ لا تَفْتِر ظِلالُها المَصْلُوبةِ
أمام صَدر الشَّمس/ كنذرٍ أبدي لاتُعتقه قرابين الوفاء ،
فلا نِداء من بعيدٍ ،
يُسلِّي الفراشات المُنتظرة
عند جداولِ الذكرى ،
وأنهار الحنين 



ولا حتّى حديثٍ يُذكر ،،!
يبلل شفاه الذاكرة الــتي أنهكتها الصلوات 
عند محراب الغياب 
المكتظ بالأماني،
تلك المعلّقة رقابها على حبالٍ من اليأس ،
أو يقضُّ مضجع الصمت
ويُلملم مابعثرهُ الأمس،
من حكاياتٍ أزليّةٍ عُلقت على جُذوع النخيل ، 
كـ صُرَّة تمر تنتظر موسم النضج والحصاد ..!
يسلخُها هجير المسافات ،
لتُسقطها ظلمة الأرواح المحكوم عليها بالضياع المؤبد
في الدركِ الأسفل من الغُربه ..! 



تجهشُ الصور بالغبار ، وتتمارى الذكرى
فوق أرضٍ دكّتها أقدام الحنين ،!
فــيصُوم الورد عن حكايا الندى ،
كيّ تختزله قوارير النسيان ،
علَّ السماء تُمزجه بالمطر ،
فتهبه شيئا من رائحة الماضي والماضيين ،
بينما البرد مازال يُمارس غِواية الارتعاش ،
يُسقطني بين أكوام أشياء مُتجمدة
ألتحف بها كمن يلوذ من الرمضاء / بالنار،
فلاتهبني إلا الغُربة التي تنخر عظام النبض ،
لتجعله فريسة للجوع ، وللتلاشي ، رويداً رويدا 
خلف سفوح الكتمان، وهضاب الصمت.!
يتلبدُّ بين نِفايات الوجع يبحث عن بقايا
من تفاصيلٍ أشياء أستعصى على الريح إبتلاعها

لعصيان الفرح ، وبراءة الضوء منها..!







ولأنَّني والبُكاء أصدقاء قُدامى ، 

تصالحتُ وإيّاه على أن يبكيني هو على مشارف النسيان
حين يكون بكائي عصِيّ الدمع..!
/
أغسطس 2010

فجوَّة ولَّدتْ [الغُربة]







تَزْدَادُ الهُوّةُ عُمقاً وانحدارا،
نتشظّى هناك، !!
بين فراغات المعاني أشلاء، أو بقايا أشلاء،
ونتلظّى في أوديةِ الصمتِ الحافل بنيرانِ غربةٍ طَوتْنَا جحيمها ،
نـَ تَسَوّلُ من سككِ الغُرباءِ الحنين، كأوراق الخريف والتي تبعثرها الريح ..!
إلى أن تمتد المسافة فجّاً يسحقنا في أعماقهِ / الخَواء
تُشكلُنَا كائنات نجهلُ ما كُنّا عليه .!


أيُّ إحساسٍ يَهِزُّ فرائص الجسد كـحناجرٍ تُطلق الآهة مُنقطعةَ النّفْسِ والنَّفَسِ.
تَتَشَربُ الدقائق ضجيج الصمت ، وتتلوا الساعات تمتمة شفاه خائفة.
وعينٌ أعلنت شمسها الغُروب و ازْدَادَت شطئآنها أُجاجا.
و لأنّ الرّيح عاتية ،أودت بقطعةٍ يرف نبضها حنينا،
عبر كُثبان ٍ رمليةٍ من الشقاءِ الأبديّ،
وسكن الوريد ألماً مُنقطع النّظِير،
حتّى تلكَ الأشلاء / الأشياء باتَتْ تَسْتَهْجِن ذلك الوجع،
ألا يُفترض مع موتها أنّ تَكُفَّ / اختلاجات الألم نَبضا.!!
،


يصهرنا ذلك الإحساس الـمتأجج كُلما هَبّتْ نَسائم الذكرى،
يُمرغنا بين فَحوى الشّوق ، وفَحِيح الوقت الـمَمْقُوتِ / انتظاراً..
نَتوكأ الصبر وَ نَتَصَبّر مُحتَسِبِين بالكلماتِ ملاذ،
ولأنّ الحُزن يُثير في القلوبِ شجناً ، و يهتك شرفات السعادة،
نستر عورة الوجع بالحُروفِ لحافاً لاَ يَنتزِع من أديمِ القلب .
ولا سِيَّما حين تعتاد الرُّوح الرّبيع/ وطناً ، وأوراقه المُخضرة صبابة / ظلاً
المنديةُ بقطراتٍ ثملة من أفواهِ سماواتٍ صافيه.
ولأنّ الإحساس بكل ما أُوتِي من شوق قد امتلأ عتاده بأجملِ لحظاتِ اللقاء القابعة في الذاكرةِ،
ما أصعبُ أن تُحالَ أيامه خَريفاً ،ويُخالط رِيقُها / عَلْقَماً..!



فكم هو موجعٌ النّفِي من مُدنٍ تَتَرَجّلُ إليها أقدام القلب ، اسْتسْلاَماً
لــ حَنينٍ يُلحُ على ذاكرةٍ تَسْكُنَها أدَقّ تَفَاصيلِ تلكَ الليالي الحالمة.
دونَ احتسابٍ لاحتماليةَ الشّحط، أو تصنيفٍ مُغاير يعدها من الغُرباء
نَجْثُو بأشْواقِنَا طَامعين أنّ تَبتل أحضان القَلب بمُزن اللقاء.
فـ تُلاكُ مَشَاعرنَا المُتشدقة عند بواباتِ الشّوق ،
يُرمى بنا من شُرفَاتِ الذاكرة ،
وتُشردنا ريحها حيث صحراء الذكرى ،
نُهيمُ مُكبين على أوجهِ الماضِي ، نُرهفُ السمعَ إلى صريرهِ،
فلا نسمع سُوى خَنين يُلهب الروح وجعاً ، يُعيدها بكل ِ لذةٍ
مُسْتلقيةٍ على وجهِ الحاضر تَئِنُ نادبة، وتلطم حظاً قد تَعَثَرت
خُطواتهِ بحجرات قد دُسَّ تحتها طلاسمَ سِحر من هُجران،
وَسّمَت في رُكبِ الروح جُرحاً غائراً لنّ يندمل.


2010م

سنــابل.!