الثلاثاء، نوفمبر 27، 2012

أوغــاد!





وحدهُ من يَجْمعَ الدّمعْ المُلْتَهِبْ ناراً في قواريرِ فُخَارْ ،
كُلما مَرَّ زمنٍ وَعَطَشَتْ أَحْزَانهْ سَقَاهَا من رُضابِ عَيْنَيْهِ،
لـ تُنْبِتَ سَنَابِلٌ عِجافْ مُزْهِرةٌ / شوكاً ..!

يا الله ،
كيفَ يَخْطُرُ على بالِ الحُزنِ أنْ يَسْكُنْ قَلْبَ طِفْلْ،؟!
يَجْعَلهُ لا يَهْلِسَ إلا بهْ ، ولا يَنامَ إلا وهُو جَاثمٌ فوقْ صَدْرهْ ..!
حتى لسانهِ المُتَخِشبْ إثْرهُ يُحَاول رَفعهُ همساً ،ويَعْجز ْعن فعلِ ذلكْ ، 

كمْ هو مُؤْلِمْ ، فـ مع كلِ مُحاولةٍ تُطْرَدُ رُوحهُ منهُ و تُسْتَردُ عِنوةً ..!
مسكينٌ هو ،يَظنْ أنهُ يصرخْ ، !

ولا يعلمْ أنَّ صَوتهُ المقْتُولْ ضَاعَ في لُجةِ الصَمتِ .!
كَهْرَبَهُ الحُزنْ من أَشْخَصِ وِلاَدَتِهِ حتى أخْمَصِ مَوتِهِ ..!
ومع كُلِ ارْتِعَاشَه تُمْتَصُ دماءِ سَعَادَتهِ حتى باتَتْ أوردتهُ خِواءٌ إلا من الألمِ..!
وعِظَامِ أحْلاَمهِ جَوفَاءٌ إلا من اليأسِ إلى أن تَحلَلَتْ موتاً..

رُبما هُناكْ ممنْ يُسَمَّوْ بَشَرْ وَسْوَسَوا في نفسِ الحُزنِ السُوءَ / لــ يَسْكُنَه..!
كم هي ضيقةٌ عُيونهمْ كصُدُورِهمْ و ربما كَقُبُورِهم أيضاً،
هذا إنْ قُبِروا يوماً ، أشعرُ أنْ أعْمَارهمْ مُعَمَّرةٌ /بلاءً 
كــ ذاكَ الحقدْ النّامِي بين ضُلوعهِمْ ..!

وإنْ كانت بين يديهِ حجارةٌ خُيّلتْ لهمْ من الجشعِ ذهباً
أكلوا السُحتْ فأكلهم الطمعُ بشاعةً ..!
و ابتلاعاً يمُدُونَ أعينهم لكلِ ما ليس لهمْ،
ويرتشفونْ من كؤوسٍ لم يَمْتلكونها يوماً 
حتّى فُتاتَ الخبزْ اليابسْ أنفاسهم تلهثُ اشتهاءً ما بينهُ و بينْ فيهْ..!
فينعمونْ هُم ليَشَقى هو ويُقبرْ ، مُتوسداً رمادَ العُمر الــ كان قوتاً لهم ..!
فيا الله سلّط عليهِمْ من لا يَرْحَمْهُمْ..!

إنهم أوغادْ ،

أوغادٌ ،

أوغادْ..!

هناك 13 تعليقًا: