مُجْحِفةٌ كفُّ السماء ،
تُكِممُ أفواه الغيم
عن المَطَرِ ،
كيّ لا يَنْهَمِرُ فوق تَهَجُّدِ الشَّجر ،
وكيّ لا تَفْتِر ظِلالُها المَصْلُوبةِ
أمام صَدر الشَّمس/ كنذرٍ أبدي لاتُعتقه قرابين الوفاء ،
فلا نِداء من بعيدٍ ،
يُسلِّي الفراشات المُنتظرة
عند جداولِ الذكرى ،
وأنهار الحنين
ولا حتّى حديثٍ يُذكر ،،!
يبلل شفاه الذاكرة الــتي أنهكتها الصلوات
عند محراب الغياب
المكتظ بالأماني،
تلك المعلّقة رقابها على حبالٍ من اليأس ،
أو يقضُّ مضجع الصمت
ويُلملم مابعثرهُ الأمس،
من حكاياتٍ أزليّةٍ عُلقت على جُذوع النخيل ،
كـ صُرَّة تمر تنتظر موسم النضج والحصاد ..!
يسلخُها هجير المسافات ،
لتُسقطها ظلمة الأرواح المحكوم عليها بالضياع المؤبد
في الدركِ الأسفل من الغُربه ..!
تجهشُ الصور بالغبار ، وتتمارى الذكرى
فوق أرضٍ دكّتها أقدام الحنين ،!
فــيصُوم الورد عن حكايا الندى ،
كيّ تختزله قوارير النسيان ،
علَّ السماء تُمزجه بالمطر ،
فتهبه شيئا من رائحة الماضي والماضيين ،
بينما البرد مازال يُمارس غِواية الارتعاش ،
يُسقطني بين أكوام أشياء مُتجمدة
ألتحف بها كمن يلوذ من الرمضاء / بالنار،
فلاتهبني إلا الغُربة التي تنخر عظام النبض ،
لتجعله فريسة للجوع ، وللتلاشي ، رويداً رويدا
خلف سفوح الكتمان، وهضاب الصمت.!
يتلبدُّ بين نِفايات الوجع يبحث عن بقايا
من تفاصيلٍ أشياء أستعصى على الريح إبتلاعها
لعصيان الفرح ، وبراءة الضوء منها..!
ولأنَّني والبُكاء أصدقاء قُدامى ،
تصالحتُ وإيّاه على أن يبكيني هو على مشارف النسيان
حين يكون بكائي عصِيّ الدمع..!
/
أغسطس 2010





