السبت، نوفمبر 24، 2012

من وراء أكمام الصمت!







مُجْحِفةٌ كفُّ السماء ،
تُكِممُ أفواه الغيم
عن المَطَرِ ،
كيّ لا يَنْهَمِرُ فوق تَهَجُّدِ الشَّجر ،
وكيّ لا تَفْتِر ظِلالُها المَصْلُوبةِ
أمام صَدر الشَّمس/ كنذرٍ أبدي لاتُعتقه قرابين الوفاء ،
فلا نِداء من بعيدٍ ،
يُسلِّي الفراشات المُنتظرة
عند جداولِ الذكرى ،
وأنهار الحنين 



ولا حتّى حديثٍ يُذكر ،،!
يبلل شفاه الذاكرة الــتي أنهكتها الصلوات 
عند محراب الغياب 
المكتظ بالأماني،
تلك المعلّقة رقابها على حبالٍ من اليأس ،
أو يقضُّ مضجع الصمت
ويُلملم مابعثرهُ الأمس،
من حكاياتٍ أزليّةٍ عُلقت على جُذوع النخيل ، 
كـ صُرَّة تمر تنتظر موسم النضج والحصاد ..!
يسلخُها هجير المسافات ،
لتُسقطها ظلمة الأرواح المحكوم عليها بالضياع المؤبد
في الدركِ الأسفل من الغُربه ..! 



تجهشُ الصور بالغبار ، وتتمارى الذكرى
فوق أرضٍ دكّتها أقدام الحنين ،!
فــيصُوم الورد عن حكايا الندى ،
كيّ تختزله قوارير النسيان ،
علَّ السماء تُمزجه بالمطر ،
فتهبه شيئا من رائحة الماضي والماضيين ،
بينما البرد مازال يُمارس غِواية الارتعاش ،
يُسقطني بين أكوام أشياء مُتجمدة
ألتحف بها كمن يلوذ من الرمضاء / بالنار،
فلاتهبني إلا الغُربة التي تنخر عظام النبض ،
لتجعله فريسة للجوع ، وللتلاشي ، رويداً رويدا 
خلف سفوح الكتمان، وهضاب الصمت.!
يتلبدُّ بين نِفايات الوجع يبحث عن بقايا
من تفاصيلٍ أشياء أستعصى على الريح إبتلاعها

لعصيان الفرح ، وبراءة الضوء منها..!







ولأنَّني والبُكاء أصدقاء قُدامى ، 

تصالحتُ وإيّاه على أن يبكيني هو على مشارف النسيان
حين يكون بكائي عصِيّ الدمع..!
/
أغسطس 2010

فجوَّة ولَّدتْ [الغُربة]







تَزْدَادُ الهُوّةُ عُمقاً وانحدارا،
نتشظّى هناك، !!
بين فراغات المعاني أشلاء، أو بقايا أشلاء،
ونتلظّى في أوديةِ الصمتِ الحافل بنيرانِ غربةٍ طَوتْنَا جحيمها ،
نـَ تَسَوّلُ من سككِ الغُرباءِ الحنين، كأوراق الخريف والتي تبعثرها الريح ..!
إلى أن تمتد المسافة فجّاً يسحقنا في أعماقهِ / الخَواء
تُشكلُنَا كائنات نجهلُ ما كُنّا عليه .!


أيُّ إحساسٍ يَهِزُّ فرائص الجسد كـحناجرٍ تُطلق الآهة مُنقطعةَ النّفْسِ والنَّفَسِ.
تَتَشَربُ الدقائق ضجيج الصمت ، وتتلوا الساعات تمتمة شفاه خائفة.
وعينٌ أعلنت شمسها الغُروب و ازْدَادَت شطئآنها أُجاجا.
و لأنّ الرّيح عاتية ،أودت بقطعةٍ يرف نبضها حنينا،
عبر كُثبان ٍ رمليةٍ من الشقاءِ الأبديّ،
وسكن الوريد ألماً مُنقطع النّظِير،
حتّى تلكَ الأشلاء / الأشياء باتَتْ تَسْتَهْجِن ذلك الوجع،
ألا يُفترض مع موتها أنّ تَكُفَّ / اختلاجات الألم نَبضا.!!
،


يصهرنا ذلك الإحساس الـمتأجج كُلما هَبّتْ نَسائم الذكرى،
يُمرغنا بين فَحوى الشّوق ، وفَحِيح الوقت الـمَمْقُوتِ / انتظاراً..
نَتوكأ الصبر وَ نَتَصَبّر مُحتَسِبِين بالكلماتِ ملاذ،
ولأنّ الحُزن يُثير في القلوبِ شجناً ، و يهتك شرفات السعادة،
نستر عورة الوجع بالحُروفِ لحافاً لاَ يَنتزِع من أديمِ القلب .
ولا سِيَّما حين تعتاد الرُّوح الرّبيع/ وطناً ، وأوراقه المُخضرة صبابة / ظلاً
المنديةُ بقطراتٍ ثملة من أفواهِ سماواتٍ صافيه.
ولأنّ الإحساس بكل ما أُوتِي من شوق قد امتلأ عتاده بأجملِ لحظاتِ اللقاء القابعة في الذاكرةِ،
ما أصعبُ أن تُحالَ أيامه خَريفاً ،ويُخالط رِيقُها / عَلْقَماً..!



فكم هو موجعٌ النّفِي من مُدنٍ تَتَرَجّلُ إليها أقدام القلب ، اسْتسْلاَماً
لــ حَنينٍ يُلحُ على ذاكرةٍ تَسْكُنَها أدَقّ تَفَاصيلِ تلكَ الليالي الحالمة.
دونَ احتسابٍ لاحتماليةَ الشّحط، أو تصنيفٍ مُغاير يعدها من الغُرباء
نَجْثُو بأشْواقِنَا طَامعين أنّ تَبتل أحضان القَلب بمُزن اللقاء.
فـ تُلاكُ مَشَاعرنَا المُتشدقة عند بواباتِ الشّوق ،
يُرمى بنا من شُرفَاتِ الذاكرة ،
وتُشردنا ريحها حيث صحراء الذكرى ،
نُهيمُ مُكبين على أوجهِ الماضِي ، نُرهفُ السمعَ إلى صريرهِ،
فلا نسمع سُوى خَنين يُلهب الروح وجعاً ، يُعيدها بكل ِ لذةٍ
مُسْتلقيةٍ على وجهِ الحاضر تَئِنُ نادبة، وتلطم حظاً قد تَعَثَرت
خُطواتهِ بحجرات قد دُسَّ تحتها طلاسمَ سِحر من هُجران،
وَسّمَت في رُكبِ الروح جُرحاً غائراً لنّ يندمل.


2010م

سنــابل.!


الجمعة، مارس 09، 2012

[الرَّجُل الكُرسيّ]








وجههُ جَرِيدةٍ قديمة هُتكِت نِصفُ عنَاويِنُها بين فَكيّ أصدقَاءُه الجُرذان!!

وجوهٌ كالصَّقيع!





؛

يَضعُ وجهَهُ بين يديهِ، يُقلبهُ يميناً ويسَّارا،
كمن يُدير عُلبةٍ معدنيَّة فارِغة لاملصُوقة تُشير إلى محتواها ، 
يرُّجْهَا بعُنفٍ علَّ صوتٍ ما يُعَرِّفهُ بهويّتة هذه العُلبة.! 


لكن؛ لاصوت..! 


كوجههِ البارِد؛ لا إيمَاءة مَمْقُوتة تُحرِّك فيه ساكِناً..! 
يضيقُ ذرعاً وهو يُقلِّب يديه! 






فيكْسُّر المِرآة.! 




السبت، فبراير 11، 2012

.وتدفقَ الماء..!









صوبكَ أُلقي بكُل أسلحَتِي ، أُسْبِلُ مشَاعِري وأسيرُ دُون وعيّ،أؤدي شرائع هذا النبض إذعاناً وإيماناً ،
فليس هُناكَ ثمةُ ما أستطيعُ مُداراته بحَضْرتِكَ،
 حُبكَ فاقَ قُدرَتِي على الإختِباءْ ،كعنكَبُوتةٍ صغِيرةٍ ، تتوجسُّ داخِل بيتها الوهِنْ،
 صامتةٌ في زاويةٍ مَحفُوفةٍ بغُبار التردد وترَسُبَاتِ الـأمس !
 عليكَ إلتقاط أنفاسِي حين تحضُرني بِكُلكَ، وأنسَابُ إليكَ برُوحِي، كما يَنْسَابَ شالٍ حريريّ حول عُنقٍ شفاف كإبريقِ الفِضّة!
ماءٌ أكونُ في حرمِ وجدانك، ووحدكَ من يستطيع تجزئتي تحليل نبضاتي إلى حيثِ مصدرها / منبعها وحاجياتها..!
ثم تسكبني داخل دُلوكِ الشاسع أملأكَ / لتَحْتويني.!


 الليَّل ُضائِعٌ يتضوَّع جُوعاً ، ولأنَّنا وَصِيفَيّنِ له ، يَعُدُّ لنا مائدتهِ ،
يجمَعُنا رُغماً عن أنفِ جُغرافيةِ الكون ،وإملاءاتِ العقُول الفارغه ، وحقائق التاريخ ،أساطيره، واشكالياته المشبوهه!
 يغمُرنا هدوءه ، فنضيعُ بنا أكثر، يُرتِلُنا الصَّمتِ على مسامع الليل والظلام والبرد/ ذهولاً وحيرةً وربَّما وحشَّة !
 كـ صمتِ الصحاري حين يتقلَّدها الليل بظلامه ..مُغريٌّ،هادئٌ ، ومُوحِش!
هو لايدري أن هذا النَّبض فوق الكلام ، فوق أن تُرددنا الأغاني، وتكْتُبنا القَصَائِد ،
نحنُ بصَمتِنا نُشْعِلُ قَصِيدة ونخْتُم رِواية ، ونصُوغ لغة أخرى وجديدة !
حينها فقط.ضع يدُّك على قلبي فحسب ! فثمةُ أشياء بداخلهِ للتو تتفرَّع وتربوا كما شجرةِ فاصولياء عتيقة
تلتفُ حول أغصانها ، تتشربكْ، وَوحدي أقعُ مابين إلتفافاتها العمِيقة ،
بالله أنتشلني منكَ/ إليك!!


لاتسلني عن تلك الأمنيات التي تنبتُ خلف مُخليتي الحالمة ، ضمن صبَاوة أحلامي ، وطراوة هذا النَّبض المشبَّع برائحتك،
تلك التي سُرعان ما تُولد ثم تُوئَد تحت ظل هذه المسافة حين أشهقها أنفاساً حارقة دون زفيرٍ يحِطُّ على صدركَ لتُطفئَنِي بقُبلة دافِئة!


قلت لي/هامساً: عينايّ مرآتكِ!
صدِّقني هي أكثر من ذلك بكثير ، بهُما أمتلأت بك ، أمتزجتُ ، تغنَّجتُ ، أنسكبتُ ضوء وعطر وأشياء أخرى!
أيُّها الرجُل الشَّاسع / كالوطن ، الحكيم/ المتصوَّمِع ، الطفل/ الشقي، الشرس الهادئ،
ياقوة الماء وسلاسته ودف التراب وأصالته ، وفضويّة الهواء وأناقته ، أيُّها المُمنهج /العفويّ، المُتمدِّن / الكلاسيكيّ القرويّ ،
 المدَين رصيده بالحُب والدائنة له بالفرح ،
والمُدانٌ بهِ قلبي !
دعني أتمددُ فيك وأمتدُّ بك إلى حيث لاينتهي الجُنون ، ولايفسَّر معنىً للوصُول،أعتقني من قيودِي بأغلال الحُب وغِلال حقُولكَ ،
كُن لي ريفا وأكون لك شجرة ..!
دعنا ننبثق من فجرٍ هادئ كما بتلاتٍ بيضاء،
 لا نذبل لاننطفئ لانجف أو نموت!
دعنا نُجاهد العُمر، قِلة الحٍيلة ، وتأويلات الأمس أو مُفسدات الغد،
دعنا نتمخَّض في صدر الشوق ، نتبركنَّ ثم ننفجر بطريقتنا اللا اعتيادية ،
دعنا نغرس من قرويتنا نخلات عشق وتمرات وفاء وواحة مملوءة بفاكهة الذكرى وحضيرة من صغارِ أُمنياتٍ لاتكبر!!


متفقان متوافقان إلاَّ أننا نقضنا نظرية التوافق في شيء وحيد
هو أنَّهُ لنا جسدان وروحٌ واحدة!


هذا الحب لا كمَّ له !
وإن افترضنا فهو يُدرج تحت نظريات الحُب الكلاسيكيةـ
 إلكترونٌ، ونواة ،وحبٌ كالذَّرة ..وما الكمَّ سوى أصغر وحدَّةٍ يُمكن أن تقاس به طاقتة / اشواقه اللانهائية ..!




بالمُناسبة ؛ كيّ أكتُبك أحتاج ياحبيبي عُمراً / آخراً
ولربما لن أكون مُنصِفة !



























الجادَّةُ الأخيرة!







لم نكُن على يَقينٍ تامٍ بما يَدِخِرهُ لنا الوقت
لا أنا ولا أنت ولا تفاصيلنا الجميلة!


شيءٌ خفيّ تسلل إلينا ،
من المُجحف أن أقول أنَّه على حينِ غرَّةٍ تمكَّن منَّا
بل أمتزج بنا حتَّى تمكنَّا منهُ وسيطر هو علينا..
ثمةُ فرقٍ بين أن يَحُلَّ الليل رويدا رويدا..
أو أن يُخلع معطف النهار قبل الأفول!
هل تعلم أيَّ استنكارٍ/ كونيَّاً سيحدث لهذا الإرتباك الغير مدروس؟!


هذه المسَافة ،،وهذا الإلتياع والحاجة من أن نكون أو لا نكُن،
تُقربنا مما كنا نخافه!!
أليس بغريبٍ أن نتفق أيضاً في خوفنا من الحُبِ ونقع فيه؟؟!
العُمر يمضي ..
أنت.. وأنا..عند حافة الطريق ألتقينا..!


كانت الناس وقوف .. وحدنا من نتحرك
ثم أنه لم نلتفت حيثُ ثمةِ ضوء سيأذن لنا بالإنصراف مُضيَّاً مع الماضيين!


نحنُ ممن أرادهم الحُب أن يلتقوا عند الجادةِ الأخيرة من العُمر
في شارعٍ مكتظٍ بالأسئلة السيَّارة ،، تلك التي لانملك المَسير بينها إلاَّ بنبضٍ وجِلْ!
؛




هذا الحُب أراد أن يكتبنا على جادة الخلود بلقاءٍ أول ولو كان أخير!