الجمعة، مارس 09، 2012

[الرَّجُل الكُرسيّ]








وجههُ جَرِيدةٍ قديمة هُتكِت نِصفُ عنَاويِنُها بين فَكيّ أصدقَاءُه الجُرذان!!

وجوهٌ كالصَّقيع!





؛

يَضعُ وجهَهُ بين يديهِ، يُقلبهُ يميناً ويسَّارا،
كمن يُدير عُلبةٍ معدنيَّة فارِغة لاملصُوقة تُشير إلى محتواها ، 
يرُّجْهَا بعُنفٍ علَّ صوتٍ ما يُعَرِّفهُ بهويّتة هذه العُلبة.! 


لكن؛ لاصوت..! 


كوجههِ البارِد؛ لا إيمَاءة مَمْقُوتة تُحرِّك فيه ساكِناً..! 
يضيقُ ذرعاً وهو يُقلِّب يديه! 






فيكْسُّر المِرآة.! 




السبت، فبراير 11، 2012

.وتدفقَ الماء..!









صوبكَ أُلقي بكُل أسلحَتِي ، أُسْبِلُ مشَاعِري وأسيرُ دُون وعيّ،أؤدي شرائع هذا النبض إذعاناً وإيماناً ،
فليس هُناكَ ثمةُ ما أستطيعُ مُداراته بحَضْرتِكَ،
 حُبكَ فاقَ قُدرَتِي على الإختِباءْ ،كعنكَبُوتةٍ صغِيرةٍ ، تتوجسُّ داخِل بيتها الوهِنْ،
 صامتةٌ في زاويةٍ مَحفُوفةٍ بغُبار التردد وترَسُبَاتِ الـأمس !
 عليكَ إلتقاط أنفاسِي حين تحضُرني بِكُلكَ، وأنسَابُ إليكَ برُوحِي، كما يَنْسَابَ شالٍ حريريّ حول عُنقٍ شفاف كإبريقِ الفِضّة!
ماءٌ أكونُ في حرمِ وجدانك، ووحدكَ من يستطيع تجزئتي تحليل نبضاتي إلى حيثِ مصدرها / منبعها وحاجياتها..!
ثم تسكبني داخل دُلوكِ الشاسع أملأكَ / لتَحْتويني.!


 الليَّل ُضائِعٌ يتضوَّع جُوعاً ، ولأنَّنا وَصِيفَيّنِ له ، يَعُدُّ لنا مائدتهِ ،
يجمَعُنا رُغماً عن أنفِ جُغرافيةِ الكون ،وإملاءاتِ العقُول الفارغه ، وحقائق التاريخ ،أساطيره، واشكالياته المشبوهه!
 يغمُرنا هدوءه ، فنضيعُ بنا أكثر، يُرتِلُنا الصَّمتِ على مسامع الليل والظلام والبرد/ ذهولاً وحيرةً وربَّما وحشَّة !
 كـ صمتِ الصحاري حين يتقلَّدها الليل بظلامه ..مُغريٌّ،هادئٌ ، ومُوحِش!
هو لايدري أن هذا النَّبض فوق الكلام ، فوق أن تُرددنا الأغاني، وتكْتُبنا القَصَائِد ،
نحنُ بصَمتِنا نُشْعِلُ قَصِيدة ونخْتُم رِواية ، ونصُوغ لغة أخرى وجديدة !
حينها فقط.ضع يدُّك على قلبي فحسب ! فثمةُ أشياء بداخلهِ للتو تتفرَّع وتربوا كما شجرةِ فاصولياء عتيقة
تلتفُ حول أغصانها ، تتشربكْ، وَوحدي أقعُ مابين إلتفافاتها العمِيقة ،
بالله أنتشلني منكَ/ إليك!!


لاتسلني عن تلك الأمنيات التي تنبتُ خلف مُخليتي الحالمة ، ضمن صبَاوة أحلامي ، وطراوة هذا النَّبض المشبَّع برائحتك،
تلك التي سُرعان ما تُولد ثم تُوئَد تحت ظل هذه المسافة حين أشهقها أنفاساً حارقة دون زفيرٍ يحِطُّ على صدركَ لتُطفئَنِي بقُبلة دافِئة!


قلت لي/هامساً: عينايّ مرآتكِ!
صدِّقني هي أكثر من ذلك بكثير ، بهُما أمتلأت بك ، أمتزجتُ ، تغنَّجتُ ، أنسكبتُ ضوء وعطر وأشياء أخرى!
أيُّها الرجُل الشَّاسع / كالوطن ، الحكيم/ المتصوَّمِع ، الطفل/ الشقي، الشرس الهادئ،
ياقوة الماء وسلاسته ودف التراب وأصالته ، وفضويّة الهواء وأناقته ، أيُّها المُمنهج /العفويّ، المُتمدِّن / الكلاسيكيّ القرويّ ،
 المدَين رصيده بالحُب والدائنة له بالفرح ،
والمُدانٌ بهِ قلبي !
دعني أتمددُ فيك وأمتدُّ بك إلى حيث لاينتهي الجُنون ، ولايفسَّر معنىً للوصُول،أعتقني من قيودِي بأغلال الحُب وغِلال حقُولكَ ،
كُن لي ريفا وأكون لك شجرة ..!
دعنا ننبثق من فجرٍ هادئ كما بتلاتٍ بيضاء،
 لا نذبل لاننطفئ لانجف أو نموت!
دعنا نُجاهد العُمر، قِلة الحٍيلة ، وتأويلات الأمس أو مُفسدات الغد،
دعنا نتمخَّض في صدر الشوق ، نتبركنَّ ثم ننفجر بطريقتنا اللا اعتيادية ،
دعنا نغرس من قرويتنا نخلات عشق وتمرات وفاء وواحة مملوءة بفاكهة الذكرى وحضيرة من صغارِ أُمنياتٍ لاتكبر!!


متفقان متوافقان إلاَّ أننا نقضنا نظرية التوافق في شيء وحيد
هو أنَّهُ لنا جسدان وروحٌ واحدة!


هذا الحب لا كمَّ له !
وإن افترضنا فهو يُدرج تحت نظريات الحُب الكلاسيكيةـ
 إلكترونٌ، ونواة ،وحبٌ كالذَّرة ..وما الكمَّ سوى أصغر وحدَّةٍ يُمكن أن تقاس به طاقتة / اشواقه اللانهائية ..!




بالمُناسبة ؛ كيّ أكتُبك أحتاج ياحبيبي عُمراً / آخراً
ولربما لن أكون مُنصِفة !



























الجادَّةُ الأخيرة!







لم نكُن على يَقينٍ تامٍ بما يَدِخِرهُ لنا الوقت
لا أنا ولا أنت ولا تفاصيلنا الجميلة!


شيءٌ خفيّ تسلل إلينا ،
من المُجحف أن أقول أنَّه على حينِ غرَّةٍ تمكَّن منَّا
بل أمتزج بنا حتَّى تمكنَّا منهُ وسيطر هو علينا..
ثمةُ فرقٍ بين أن يَحُلَّ الليل رويدا رويدا..
أو أن يُخلع معطف النهار قبل الأفول!
هل تعلم أيَّ استنكارٍ/ كونيَّاً سيحدث لهذا الإرتباك الغير مدروس؟!


هذه المسَافة ،،وهذا الإلتياع والحاجة من أن نكون أو لا نكُن،
تُقربنا مما كنا نخافه!!
أليس بغريبٍ أن نتفق أيضاً في خوفنا من الحُبِ ونقع فيه؟؟!
العُمر يمضي ..
أنت.. وأنا..عند حافة الطريق ألتقينا..!


كانت الناس وقوف .. وحدنا من نتحرك
ثم أنه لم نلتفت حيثُ ثمةِ ضوء سيأذن لنا بالإنصراف مُضيَّاً مع الماضيين!


نحنُ ممن أرادهم الحُب أن يلتقوا عند الجادةِ الأخيرة من العُمر
في شارعٍ مكتظٍ بالأسئلة السيَّارة ،، تلك التي لانملك المَسير بينها إلاَّ بنبضٍ وجِلْ!
؛




هذا الحُب أراد أن يكتبنا على جادة الخلود بلقاءٍ أول ولو كان أخير!

الاثنين، يناير 09، 2012

استئنـــاف












أيُّ الحَكَايا لاتَجْلِبَ الألم ، ولاتزرَع في صُدُورِ المُنصِّتِين حقُول الأسئِلة ؟!
تلك التي تتعوشب في رُبُوعِ القلب حتَّى تَصِير ألغاماً تُفجِّرُ صاحبها،
وأيَّ نزعَةٍ للكِتَابةِ هذه،،! والتي دَعَتني لمِحْرابها في ساعةٍ مُتأخرة من الحُبِ المغلُولِ الأيدِي ،والمَشَنُوقِ قبل الشُروق.!
من الحنين المخضَّبِ بالصَّمتِ ،ومن الأرقِ الذي أنْجبَتهُ جِباه الإنتظار ،
للسَّيلِ فوق مُنحدرِ الكلام كنهرٍ حَجَبتْهُ الصُّخور وحرَّرته العاصِفة.!


لاحرّفَ يكفِي لأكتُّبكَ مرَّتين !
مرةً قبل أن أعجَزَ عن إيقافِ إيصَّالِ رسَائلِك ،
والتي تُمَرِّرُها إليَّ بهدوء من خلف شِّقِ قلبي المُوارب، لتجعله ُكثيراً مايتلعثم إحساسهُ أمامكَ، ويقعُ مَفتُوناً بغوايةَ صمتِكَ والجُنون.!
ومرةً بعد أن فاضَتْ حقائب شوقي بالرَّسائِلِ الغير مَعْنَّونَة ، ولا من مِبْراةٍ للحرفِ غير العتابِ الأبكم ،
حتى نزعت كل أصابعي المُتآكله وخبَّأتُها في جيّبِكْ كـ سَكاكِرِ العِيد،بعد أن نسجتُ لكَ من بقايا ملامِحِي إبتِسَّامةٌ وأُغْنِية!
بالمُناسبة؛ لماذا الأعياد لا تأتيني بك؟!
وأنا التي أُعلق على زِندها عناقيد لقاء أندلسيٌّ فاخِر ،
ثم أرتَدِي تاجي وحرارئري وشرائطي الحمراء ،
أُطلقُ في السَّماء مصابيحُ أُمنياتي علَّها تُرشدكَ إليّ،
يغارُ الليل من كُحلي الأسود فيكِيد بي، ليجْعَلنِي أنتَظِر دُون أن تأتي!
كم مرة حاولتُ كتم صوتي كيّ لايصلك ،إلاَّ أن نبض جُدرانك كان بمقاس ذبذباتي تماماً
أوَكَأنَّكَ من خلفِ حاجزِ المسافة تتلصصُّ عليّ كأُم تتفقد صغارها قبل أن يُعريّهم البرد؟!
عارية أنا دُونك، يسلخُ الغياب فراء صبري ثمَّ يعلق قلبي مصلوباً على جذوع النسيان،
ليشمتُ بي البرد والليل وتِشرين ،وَ وحدهُ المطر من يغفِر لي خَطِيئة الإنتِظَار ويُهدهدَ سَنَابِل أحلْامِي !
المَسَافةُ جُرحٌ ياصديقي والإغتِراب بحضرتِك جَرَيمَةٍ ، فمتى تكُّف عن إغتيالي بصمت، وبنبضٍ بارد دون أن تُدرك ذلك!

ومتى تعي أنَّ قلوبنا كفناجينِ القهوة لايُشربَ فيها الماء لكنهُ ليس بالمُستَحِيل؟!
قلوبنا أواني ، تُمتلئ، تُفرغ ، تُخدش ، تنَكِسر، تَحْترق ببقايا الأوجاع المُترسبة ، تَتَلوث،تَصدأ وتُرمى أحياناً.
شيئاً من رائحةِ الأمس ما زال ينخُر ذاكرتي ـ مازال يُثير زوابع الحنين في صدري ،
لا أنا مَلاكٌ ولا أنتَ نبيٌّ ولا حبُنا وحيٌّ مُنزَّلْ
فلماذا لانخُونْ؟ لماذا الحُب لا يخُون نفسه ؟
فالحُبَّ ياصَاحِبي يمرضُ ،يتأكسد أحياناً ،يجف أو يتبخر.!
أوَليسَ في النِّسيانِ خِيانة ؟!

حتَّى الوطن خائن!
يديهِ مُلطختينِ بالخطيئه ، يخونُ بإسم الله، والإنجيل والتوارة، ليُدرء عن عَراءِه العُريّ،
ولأنَّ في الثوَّراتِ عقيدة ، ولأنَّ في الحُرية موالاة للصُّمود ،
ولأنَّ الصوت لم يتفاقم إلا حين تحدَّثتِ الشَّوارعِ على لسانِ الفُقرَاء ،
وتعرّت الأرصِفة ِبالاطفالِ بائعيّ الجوارب ،والمتسولين، ومُبتاعيّ الفراغ.!
أفتى بأنَّهم كفَّار ومُغرضين، ولم يعلم بأنَّه هو من كَفَرَ في نِسيانِهم خلفَ جُحور مُظلمة مُكدَّسة بالطِّينِ والحِجَارة!
فصَار القتل سُنَّةٌ وعاَدَة ، والدَّمُ أُغنيةٌ يوميَّة تُغنيها أسِنّة الوطَّن دُون خَجَلْ و يَحتْسِي نخبهُ الأُمراء على موائدٍ تطفحُ بالخِيانة !
حتى النَّخيل في مَدِينتي طأطأ سعفهُ خجلاً، وصَارَ تمرُّهُ مُرَّا ..!

لا؛ أنتَ لاتُشبه وطني بل أجمل منه بكثير ،
ورغم ذلك أُحِبُّ وطني كثيراً وأُحِبُّكَ أنتَ أكثر,,
لكنكَ نَسِيتني كالوطَّن ، شردّتني على أرصفةِ الأمس أشتَّم عبقكَ،
وأبحث عنك حتى خلف آخِر زِرٌ في قميصِك الأعزَلْ،
تركتني أتسوَّل من الذكرى شيئاً من أُمنيات،وَ وبَّختَني كثيراً حينما طالبتُكَ بأن تُمطرني،حتَّى ضيَّعتني، وتشرَّبَت ملامحي بالكَثير من البُهوت والغرابة ،
ولاينالني منك بعد نيفٍ من نسيان سوى حفنة أسألة بنكهة الشكِّ ،ولسعةِ الشَّوك..!
وكأنَّكَ تركتني عُهدة في جيب القدر، تتفقدُني في كل مرةٍ تلفظُكَ الحياة بقُربي كمن يتفقد المُؤتَمِن أشياءه.بعد أن تُلقِنَّني نَفْياً آخراً بإسمِ الحُب .!


ها أنذا أتوقفُ عند مُنعطفِ ذاكرتي ،
أشتعل !
وأنشغل عنكَ بك،
أتأمَّلُكَ ، لأستأنِف َكتابتكَ في وقتٍ لاحِقْ..

الاثنين، أكتوبر 31، 2011

اللاَّعودة!


؛،

أن تَرْجَعَ خُطوة للخلفِ مُحَالْ ، أن تُرْجِعَ كَلِمةٍ تَفوَّهْتَ بها وَصَارَتْ خَارِجْ حُدُودِ الإمْسَّاك / أمَلُ من تجوَّفت عينيّة أن يُبْصِّر..!
ما أَصْعَبُ التَّراجُعْ؛ وما أخْطَرُ أن تخْطُو دُون يَقِينْ ..!
كما أنَّه ؛ في كثيرٍ من الأحيَّانْ نَبسِطُ أيدينا مُدركينَ كُنَّا أو لم نَكُنْ،
ليمْشِي عليها كائِنٍ آخر، بينما نحنُ من تهترئ أصابعنا وتطُول أظافرنا و تيَبَّسْ و رُبَّما تَصِير خَشِنة كحَبلٍ عَتِيقٍ وسَمِيكْ
يَصِلُ هو ونَعْجَزُ نحن عن إمْسَاكِ حَبْلٍ آخَرٍ يأخُذُنَا إلينَا..!



...

الأربعاء، أكتوبر 26، 2011

إلى رَجُلٍ لنْ يَأتِي!




حمَلَنِي هذا الصَّباح  المُتهيَّأ لي كصباحِ عرُوسٍ تنَتظِر ليلُ زِفافها؛ بارداً مُوشَّحاً بأشياءٍ يغمُرها الارتِجافِ و شيئاً من الوَجَلْ،  ثم دعاني على مائدتهِ الخمريّة الدافئة _ خُبزٌ أحْمَرٌ ،وفُنجان قهوة ، وأُغنية! _كيّ ِأكتُبكَ  بأبجديةٍ حُروفها أعوادُ كبريتٍ تحترق لكنها لا تُحْرِقْ بقدرِ ما تَجْلُبَ الدِفء وتفُكَّ أغلالِ الصَّمتْ, وتَشْرَحُ مَياديِن التأمُّلِ وِفقَ فِقهِ القُلوب وتأويلاتها..!
أكتُبكَ من ألفِ اشْتيِاقي حتى ياءُ احتِياجي، أكْتُبُ إلى الرَّجُلِ الذي لن يأتِي وإن عَدَوتُ أميالٍ من الانتِظار وأقطارٍ من الشُّوق وقلاعٍ من الحُب ، أكتُبُ إلى الرُّجل/ الرَّجُل الذي لا يشبههُ أحد سِوى هيبةُ نَخلَاتِ مدينتي الفَارِعة، وعُذوبة عُيون الإحساء وواحاتها ونضارة ليمُونها الأخضر ، وعبقُ وَرْدِها المُحمَّدِيَّ، إلى رجلٍ يرعاني ويُقدسني كما يُقدِّس الرجل الإحسائي الأصيل نخلته و يُقسم بحقلهِ ويُداري تمراته ، تُوته، ولوزه وريحانه!!
أكتُب إلى الرَّجُل الذي تَعْجزُ فيه كل القَوانين والمُعادلاتِ والفلاسفة ، إلى رجُلٍ يحمُلني فوق غيمةٍ ويغتسِلُ بي مطَراً وعِطْر ، إلى رَجُلٍ يلُوكَ الحِجَارةِ بين فكيَّهِ ولا أُرمَى به ، ويُمسِك الرِّيح ولا تُكفنني عَنَجَهِيتُهَا ، إلى رجُلٍ يَرْوِي قرويتي في قصيدةٍ ، ويَغْزُلُ من سَذَاجِتي بُردتِه، إلى رَجُلٍ لا يُعيّب اسمي بل ينحتهُ فوق لسانه ليُناغي به الليل وسُكانه ، إلى رجلٍ أشَّمٍ كجبل، برئ كطفل!!
إلى رجلٍ يَسَعُني صَدْرهُ حين أبردُ خَوفاً ،حَاجةً ، وشوقْ ، و يُسْنِدُني ظَهرهُ حينما تقشَّعَر فرائصِي من صوتِ الرِّيح وتلوَّنُ الوجُوه ، ودُنو الهاوية ، إلى الرَّجُلِ الذي يُقوِّمني بإحتواءهِ حين أنكَسِر، ويَهَبَنِي قُوَّتهِ حين أهَابْ ، إلى الرَّجُل الحبيبِ والأبِ والصَّديقِ والأخ ,,,سأكتُبُ إليكَ ولن أكُفَّ عن ارتكابكَ سَهْواً بين سُطوري، وإن كانَ يَنْتَظِرَنِي سَوَّطٌ وسَيّفْ ، وإن كانتِ الكِتابَةِ إليكَ أشبهُ بالرَّسمِ على الماء أو البوحِ بقلمٍ أجوفٍ فوق ورَقةٍ مُبلَّلَة ، أنا التي لا أدري كيف هي بَداياتُ الحُب ، أو كيف يطرقُ أبوابنا ، كيف يهزُّ عرًوشاً ويحصِدُ حقولاً ويُشْعِلُ نِيراناً ويُوَّرِثُ الحَطَبَ والعَطَبِ !!
أراني أكتُبكَ حرفاً، كلمةً، وسَطَّر ، أكتُبكَ سراً وجهرا ، جنوناً وعقلا ،ولا أكُفَّ عن الحديثِ إليكَ بقلبي !
سَقِيمٌ جداً من لا يطرُق باب الحُب ولو همساً ولو حُلماً ولو كَذِباً ولو أُغنية! مِسكِينٌ من يُكَمِم فاه ،ويحشُوه قُطناً وطِينْ ، مُجْحِفٌ من يُبخس حق قلبهِ ، فَقيرٌ من لا يَسْتَنبِطَ الحُب من وطنه، داخل فنجان قهوتهِ، أو من عصفُورٍ حطَّ عند نافذتهِ لينشِد له، أومن نبضٍ مجهُول ، من سطُوع الشَّمسِ وَ وهَجِ القمَرْ من كل العُيون والوجُوه، حزينٌ من يتعالى عليه ويُزهِدهُ حتى لا يُظهره وهو يتقلب جمراً وشجناً..!
نتساءل : لماذا كل قلبين مُحبينِ لا يجتَمعَانِ على هذه الأرض ؟
ربما لأن هذا العالم خٌلق للحربِ لا الحُب ، فبينما فيروز تُغني : سألتكَ حبيبي لوين رآيحين ،
يتغنى هذا العالم تحت إيقاعِ طلقاتِ الرِّصاص سألتكْ يا دَمْ من أين تبدأ فلا تتوقف؟!
 ولأنَّ هذا العالم تُحزنهُ صورة يدٍ تَحْمُل وردة فيبتُرها، ويدانِ يضُمان الحُب ويُشعلانه ، بينما تروقُ له صُورُ الموتِ ،  لونُ الدم ، أثر الشوك، رائحة الجِيف  ،وانفلاق هذه المَجرَّة لتصير جرَّة تنضحُ بالدمِ البارد ..!
لكنِ سأكتُبكَ رُغماً عني وعن هذا العالم الأصم..!
بالمُناسبة : وينكَ يا حبيبي ؟